علي بعد 400 كيلو متر من القاهرة وبالتحديد في الواحات البحرية يتألم مرضي وتزهق أرواحهم ويعامل مصابو الحوادث معاملة الحيوانات بعد أن هرب الأطباء من مستشفي الواحات البحرية التابع لمحافظة الجيزة بينما تتقاضي الإدارة البدل المغري الذي أقرته وزارة الصحة لمن يعمل بالمناطق النائية. الأهالي أكدوا أنهم هجروا المدينة برغبتهم واختاروا الهدوء الذي تحول إلي صراخ وعويل بعد سقوط الضحايا شبه اليومي علي أبواب المستشفي الذي أصبح يسكنه الأشباح ويعاني من نقص السرنجات والخيوط وجهاز تنفس صناعي. حادث احتراق ثلاثة شباب داخل سيارة ملاكي منذ فترة كان بمثابة الشرارة التي أشعلت النيران في قلوب أهالي الواحات البحرية بعد أن قاموا بنقل المصابين الثلاثة إلي المستشفي وفوجئوا بعدم وجود أي طبيب حيث طالبوا بالقصاص من المدير الذي رفض إرسال طبيب مع المصابين داخل سيارة الإسعاف أثناء نقلهم إلي قصر العيني مما تسبب في وفاة أحدهم. يقول مرزوق شريف شقيق المتوفي: فور الحادث قام الأهالي بنقل المصابين الثلاثة للمستشفي فوجدناه بلا أطباء أو تمريض وحاولنا استدعاء المدير تليفونياً إلا أنه لم يحضر فعقد الأهالي العزم علي تكسير المستشفي إلا أنني رفضت تماماً وقمت بتحرير محضر إثبات حالة برقم 67 بتاريخ 4/2/2013 بقسم شرطة الواحات. ويري صلاح محمود أن الشباب الثلاثة ليسوا الضحايا الوحيدين الذين سقطوا بنيران الإهمال فقد سقط قبلهم العشرات دون أن يحرك ذلك ساكناً لوزارة الصحة أو مديرية الشئون الصحية بالجيزة مؤكداً أنه عندما فاجأت زوجته آلام المخاض أسرع إلي المستشفي لإنقاذها فلم يجد عاملاً واحداً بالمستشفي واضطر لنقلها لمستشفي أم المصريين وأجري لها الأطباء جراحة عاجلة قبل أن يختطفها الموت. وتشير منال عبدالرافع إلي أن الإهمال الطبي في مستشفي الواحات متعمد منذ سنوات بعد أن غابت الرقابة تماماً وفشلت محاولات الأهالي في إقناع وكيل الوزارة بضرورة الإشراف المباشر علي المستشفي إلا أنه للأسف اكتفي بالقوافل الطبية التي تأتي كل شهرين واعتبرها بديلاً عن المستشفي الذي تكلف الملايين. ويضيف أحمد عبدالواحد من أهالي الواحات: ليس المستشفي وحده الذي لا يوجد به طبيب وإنما إهمال الأهالي يبدأ من الحدود مع مدينة 6 أكتوبر حيث تنعدم الخدمات بطول الطريق إلا من وحدات إسعافية لا يوجد بها أي استعدادات للحالات الخطرة ولا يوجد بها أي طبيب بعد الواحدة ظهراً مما يضطر الأهالي للبحث عن طبيب خاص أو السفر للجيزة. وبمواجهة محمد عبدالواحد نائب رئيس مدينة الواحات البحرية أكد أن المستشفي يعاني نقصاً شديداً وندرة في تواجد الأطباء بصفة مستمرة رغم البدل المادي المضاعف للأطباء في الأماكن النائية إلا أن هذا الحادث فجر مطلبا شعبياً بتوفير أطباء متخصصين مقيمين بهذا المستشفي المركزي بدلاً من انتظار القوافل الطبية التي تأتي علي فترات متباعدة جداً يقضي قبلها العديد من الأهالي نحبهم قبل أن تصل إليهم أيادي الأطباء.