السجين "اكس" أو بن زايغير أصبح واحدا من أشهر عملاء الموساد الاسرائيلي نظرا لما اكتنف عملية تصفيته أو كما تزعم السلطات الاسرائيلية انتحاره من غموض في ظل ما يمتلكه من معلومات بشأن عمليات وممارسات الموساد. ظلت عادة احتجاز سجين سرا أحيانا دون حتي أن تعلم أسرته عنه شيئا معمولا بها في اسرائيل لسنوات حيث كانت تحظي بدعم من الرقابة العسكرية أو أوامر حظر النشر التي تفرضها المحاكم. وتردد ان معظم المعتقلين سرا كانوا جواسيس أو عملاء خانوا اسرائيل حيث لم يسمح بنشر شيء عن اعتقالاتهم واستجواباتهم ومحاكماتهم وسجنهم. لكن داير ياكير المستشار القانوني لجمعية حقوق المواطن في اسرائيل قال ان السجن السري أمر غير اعتيادي للغاية وقد تم استخدامه فقط في عدد قليل من الحالات وعادة ما يدان المشتبه بهم في محاكمات سرية يحضرها عدد قليل من الناس. وفي بعض الحالات يتم سجنهم لفترات طويلة ويتم احتجازهم بعيدا عن أعين الجمهور علي الرغم من ان عائلاتهم ومحاميهم يكونون علي علم بسجنهم. ووفقا لصحيفة "هاآرتس الاسرائيلية" فإن السلطات تبرر الاختفاء القسري بوصفه حيلة لتضليل العدو وحماية أسرار أمنية وحياة عملاء نشطين غير انها تعتبره في نفس الوقت من المؤشرات الواضحة علي أنظمة الظلام والطغيان التي لا تحترم حقوق الانسان وتري في مواطنيها ملكا للدولة. كان هذا ما يجري حتي خروج قضية المواطن الاسترالي وعميل الموساد بن زيغير إلي النور وربما يكون المثال الأكثر شهرة لسجين احتجز سرا هو مردخاي فاعنونو الذي أفشي أسرارا نووية واحتجز بعيدا عن الأعين لمدة 40 يوما قبل أن يتم الاعتراف بسجنه. وقد اعتقل البروفيسور ماركوس كلينجبيرج الذي كان يعمل جاسوسا للاتحاد السوفيتي السابق وحوكم في عام 1983 حيث حكم عليه بالسجن لمدة 20 عاما قضي أول عشر سنوات منها في حبس انفرادي تحت اسم ومهنة مزيفين. ولم يكن زيغير الذي عرف بالسجين "اكس" أو السجين الغامض بل كان السجين الأول هو مردخاي كيدار عميل اسرائيلي له سجل اجرامي تمت محاكمته سرا في عام 1962 أمام محكمة عسكرية بتهمة قتل بينما كان هو في مهمة تجسس خارج البلاد. وبعد ان حكم عليه بالسجن مدي الحياة تم سجنه في سجن الرملة حيث تم احتجازه في ظروف من السرية المطلقة حتي افرج عنه في عام .1974 وتري ديبورا هايماس باحثة في منظمة العفو الدولية في شئون اسرائيل والأراضي الفلسطينية ان الجانب الأكثر غرابة في قضية زيغير كان هويته المزورة. أمام هذه الضجة الكبيرة بذلت أجهزة المخابرات الاسرائيلية قصاري جهدها لتفادي انتشار المعلومات التي كشفتها قناة ايه بي سي الاسترالية بشأن السجين اكس في الصحافة المحلية. وحددت القناة هوية السجين الذي عثر عليه مشنوقا في زنزانة خاضعة لمراقبة مشددة في سجن ايالون قرب الرملة جنوب تل أبيب في ديسمبر 2010 وهو اليهودي الاسترالي بن زيغير البالغ 34 عاما والذي جنده الموساد وفق القناة الاسترالية وزعمت السلطات الاسرائيلية انه انتحر. ويثير الغموض الذي يكتنف ملابسات مقتل من أطلقت عليه وسائل الاعلام الاسرائيلية اسم "السيد اكس" بسبب الرقابة المفروضة علي ملفه الكثير من التعليقات كما أثار جدلا اعلاميا وسياسيا كبيرا في اسرائيل. وبحسب صحيفة سيدني مورنينج هيرالد فإن المخابرات الاسرائيلية تعتقد ان زيغير كان علي وشك كشف معلومات بشأن عمليات وممارسات للموساد خصوصا عبر اللجوء إلي تزوير جوازات سفر استرالية.