** سوف يأتي يوم قريب يصبح فيه المصريون بحول الله وقوته علي قلب رجل واحد. وحينئذ ستكون كلمة الله هي العليا. ومصلحة مصر هي الهدف المنشود لجموع المصريين. ولعل تلك الملايين المحتشدة في قاهرة المعز - اليوم - بداية لتلك النبوءة التي يعقبها تغيير سلوكيات السواد الأعظم من العامة. فإذا بالفسقة والمجرمين يكفون عن ارتكاب معاصيهم. والمدمنون يمتنعون عن تناول المواد المخدرة وشرب الخمر. واللصوص يتوبون عن السرقة. والنصابون يمتنعون عن ابتزاز الناس. والإعلاميون يتوقفون عن بث السموم والشائعات. ويدعون إلي الأمل والتفاؤل بدلاً من بث اليأس والإحباط في نفوس المصريين. فالإعلامي. حامل قلم كان. أو صاحب ميكرفون. هو ضمير أمة وصانع أمل. ومن ثم تمتليء المساجد بالمصلين ويعلو حديث الجهاد بين العباد. - هذه الصورة القلمية ليست من وحي الخيال. أو من قبيل الأمنيات. فقد تحققت علي أرض الكنانة في القرن الثالث عشر الميلادي خلال فترة حكم السلطان محمود ممدود الشهير باسم "سيف الدين قطز" وشهدت فترة حكمه القصيرة "1259 - 1260" علامة فارقة في تاريخ الأمة الإسلامية عندما نجح في إلحاق هزيمة ساحقة بالتتار وصد خطرهم عن مصر والعالم الإسلامي مؤكداً علي أن آخر هذه الأمة لا يصلح إلا بما صلح به أولها. ولن يصلح أولها إلا بالجهاد في سبيل الله. وإذا كان تتار جنكيز خان وخليفته هولاكو قد هلكوا بسيف الحق. فإن التتاريين الجدد لن يتراجعوا عن محاصرة الأمة الإسلامية حتي يلحقوا بتتار هولاكو..! ** ودعونا نقارن بين ما فعله هولاكو في عاصمة الخلافة الإسلامية بغداد قبل سبعة قرون. وما فعله جورج بوش - الابن - في نفس المدينة قبل عشر سنوات. فقد شهدت بغداد الخراب والدمار. وسفك الدماء. ونهب الأموال. وانتهاك الأعراض والحرمات. وهدم المساجد والجوامع. وقتل الأطفال الرضع والشيوخ والعجائز. وبقر بطون الحوامل. وقتل العلماء. وحرق مكتبة بغداد وإلقاء ما تبقي من كتبها وقواميسها في نهر دجلة. ولك أن تتخيل حجم هذه المكتبة العريقة. فقد جعل التتار ما تبقي من كتبها جسراً مرت عليه خيولهم بامتداد أربعين يوماً. واستمر جنود هولاكو في إلحاق التدمير والخراب بالعراق الشديد حتي قتل حوالي مليونان من الشعب العربي المسلم في العراق. إضافة إلي القبض علي الخليفة العباسي "المستعصم" وإهدار دمه معلنة سقوط الخلافة العباسية. - وفي المقابل. فقد اعتمد التتاريون الجدد بزعامة الولاياتالمتحدة علي الآلة الإعلامية المضللة. ومساعدة الحلفاء والعملاء في نشر الأكاذيب عن العراق الحديث وإتهامه بامتلاك أسلحة الدمار الشامل. ورغم براءة العراق وتأكد رجال هيئة الطاقة الدولية المنوطة بالكشف عن الأسلحة النووية والتي كان علي رأسها الدكتور العلامة محمد البرادعي من خلو العراق من هذه الأسلحة. إلا أن التتار الجدد أصروا علي تنفيذ مخططهم لإنشاء "شرق أوسط جديد" وشرع بوش - الابن - في اجتياح العراق ونهب ثرواته واغتيال علمائه قبل أن يطارد زعيمه البطل الشهيد صدام حسين التكريتي وإعدامه فجر عيد الأضحي المبارك بالأمس القريب. وسوف يسجل التاريخ لصدام حسين ورفاقه الأشداء أنهم قاتلوا بشراسة وقاوموا بشرف حتي أنهكوا المارينز الأمريكي. واستنزفوا الخزانة الأمريكية. وحكموا علي المخطط الأمريكي بالفشل. ** آخر الكلام: وكما فشل تتار هولاكو في غزو مصر عام 1260م. فسوف يفشل التتار الجدد في إسقاط المشروع الإسلامي. ومن مصر الأبية الشامخة سوف ترتفع رايات الإسلام إلي عنان السماء. وسوف يرفع الستار عن الآلة الإعلامية - المتأمركة - يوماً بعد يوم. ولعل الإعلان عن تدشين جبهة شعبية جديدة باسم "جبهة الضمير" يؤسس لآليات محترمة تؤدي إلي الانتصار لثورة يناير المجيدة وتفضح ممارسات عبدة الدولار..!