الغارة الإسرائيلية الأخيرة علي الأراضي السورية التي استهدفت طبقاً لمسئولين غربيين أسلحة كانت متجهة إلي جماعة حزب الله اللبنانية تعد إشارة لبدء المزيد من حملات عسكرية أكثر كثافة وعدوانية لمنع نقل الأسلحة إلي الجماعات المسلحة في ظل تدهور الأوضاع الأمنية في سوريا. إن استعداد إسرائيل لشن غارة جديدة إذا لزم الأمر ينذر بدخول الأوضاع في المنطقة لمرحلة جديدة أكثر تقلباً إزاء تداعيات الحرب الأهلية في سوريا التي أثارت المخاوف لدي إسرائيل من إمكانية نقل أسلحة متقدمة أو غير تقليدية إلي الجماعات المسلحة. ورغم الاستنفار الإسرائيلي للمزيد من الهجمات يؤكد عاموس يدلين الرئيس السابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية الذي يدير المعهد الوطني للدراسات الأمنية في تل أبيب أن خطوات إسرائيل المستقبلية سوف تعتمد بشكل أكثر علي مزايا ومخاطر هذه الضربات. وطبقاً لصحيفة واشنطن بوست فإن إسرائيل حددت 4 أنواع من الأسلحة سيتم تدميرها فراً إذا نقلت إلي الجماعات المسلحة خاصة حزب الله اللبناني وهذه الأسلحة تتضمن أسلحة الدفاع الجوي والصواريخ البالستية وصواريخ أرض بحر والأسلحة الكيمائية. ووفقاً لهذه السياسة فإن إسرائيل سوف تتخذ قرارها فوراً بشن غارة تدميرية حالة وصولها معلومات حول نقل أي من هذه الأسلحة إلي الجماعات المسلحة وأن ذلك سيكون أيضاً رهناً بالتقييمات العسكرية للهجوم وانعكاسات هذا التصعيد ومواقف القوي الغربية. ويؤكد يادلين أن إسرائيل تقيم الوضع بشكل دائم ولا تتخذ قرارها بشكل مفاجئ أو تلقائي.. مشيراً إلي أن المعضلة الحقيقية التي تواجه ويواجهها المسئولون الإسرائيليون تكمن في التهديد والمخاطر التي قد تترتب علي عدم تحركهم خلال الوقت الراهن وليس فكرة شن هجوم من عدمه. إن المقارنة الصحيحة تكمن في مخاطر التصعيد الأمني ومخاطر وجود عدو هائل وسقوط العديد من الضحايا في الأعمال القتالية مستقبلاً. وفي ظل انشغال الجيش السوري النظامي بالاقتتال في الداخل يخشي حزب الله من تقويض موقفه في الداخل اللبناني في ظل تهاوي حليفه السوري لذا فمن غير المرجح أن يعمد للمخاطرة في التورط في صراع أوسع برد عسكري علي الغارة الإسرائيلية الأخيرة علي سوريا.