ألف باء ديمقراطية.. أن أقبل الآخر. وإن اختلفت معه.. ألف باء ديمقراطية.. أن أحترم إرادة الشعب وكلمته.. في الاستفتاء علي الدستور قال الشعب كلمته.. وعلينا أن نحترمها مهما اختلفنا. أو اتفقنا.. إذا كنا حقاً نريد ديمقراطية حقيقية. ونريد بصدق وإخلاص عبور عنق الزجاجة والوصول بالسفينة إلي بر الأمان.. وتداول السلطة في حد ذاته.. ضمانة حقيقية للتغيير.. والشعب الذي ثار في وجه الظلم والطغيان.. وأسقط النظام الفاسد.. قادر في كل وقت وحين أن يبعد من يحيد عن الصواب.. الشعب الذي قام بثورة بيضاء أشاد بها العالم. قادر علي العبور بالوطن إلي بر الأمان.. بشرط أن يعي هذا الشعب العظيم بعض الذين يرتدون عباءة الثورة. بينما يسعون لإسقاط الوطن.. وبشرط أن يدرك الشعب زيف بعض الذين يملأون الدنيا شعارات جوفاء ويزعمون أنهم نشطاء. بينما هم نشطاء حقاً في السفر للخارج والسعي لإسقاط الوطن.. وبشرط أن يدرك الشعب أن الفساد مازال يعشش في قطاعات كثيرة بالدولة وأنه حتي الآن لم يتغير شيء. وما كان يحدث قبل الثورة يحدث بعدها.. فالتشغيل مستمر بالمحسوبية والوساطة.. والشباب المطحون يعاني الأمرين في الحصول علي فرصة عمل.. فلا مساواة ولا عدالة اجتماعية. ولا حقوق إنسان.. وآن الأوان لكي نري ثمار الثورة علي أرض الواقع.. آن الأوان لتحقيق مبادئ الثورة من عيش وحرية وعدالة اجتماعية. * * * * المطلوب من كل التيارات والقوي السياسية تغليب الصالح العام.. فلم تعد مصر تتحمل المزيد من الصراعات.. ويجب علي الذين يرقصون ويلهون علي ظهر السفينة أن يدركوا أن المياه تتسلل إلي القاع. وتوشك علي الغرق.. لا نريد أن نكون نسخة الألفية الثالثة من "تايتانيك" حيث ظل كبار القوم يتراقصون علي ظهرها ويشربون ويتمتعون. بينما القاع يغرق. ويسحب عاليها إلي أسفلها.. حتي غاصت في الأعماق. وضاعت النخبة مع البسطاء. وكبار القوم مع القابعين في القاع. لأن أي طرف لم يدرك ولم يبال بما كان يحدث.. وها نحن ندق أجراس الخطر. ونصرخ بأعلي صوت أننا جميعاً نمضي نحو الغرق.. وإذا كانت جبهة الإنقاذ اسماً علي مسمي. وليست لها مآرب أخري. عليها أن تحترم كلمة الشعب دون تشكيك حتي تمضي السفينة إلي بر الأمان. علي أن يتولي الشعب ذاته الذي قال "نعم" للدستور أن يقول "لا" لكل من يحيد عن المضي قدماً نحو مصر الجديدة.. مصر الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.. وأعتقد أن الشعب الذي قام بالثورة لن يستطيع أحد أن يجعله يركع لأي نظام يحيد عن الحريات وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية. * * * * إننا جميعاً معارضين ومؤيدين في قارب واحد.. والمرحلة لا تحتمل أي صراع أو خلاف.. فالجريح ينزف وإن لم نسارع بوقف النزيف ومداواة المريض الذي يئن.. فقد نفقده.. وإذا ضاع الوطن فلا جدوي في نزاع أو صراع.. وساعتها لن يجدي البكاء علي اللبن المسكوب. ** حمل البريد الإلكتروني العادي هذا الأسبوع العديد من آراء البسطاء عن المرحلة الراهنة.. وتساءلوا بنقاء وصفاء: هل يشعر المتصارعون علي السلطة بالمواطن البسيط الذي يقف بالساعات في طابور العيش ليحصل علي رغيف ب 5 قروش؟!!.. هل يشعر هؤلاء بعجوز يدوخ السبع دوخات علي المستشفيات الحكومية ليحصل علي زجاجة دواء. أو شريط أسبرين؟!!.. هل يشعر هؤلاء بأرملة أو صاحب معاش يدبر أموره بمائة أو مائتي جنيه لا تكفيان الخبز الجاف؟!!.. هل يشعر هؤلاء بشاب تخرج في الجامعة. وتحدوه آمال عريضة بفرصة عمل شريفة. فاصطدم بالواقع المؤلم والوساطة والمحسوبية ورشاوي التوظيف؟!!.. هل يشعر المتصارعون علي السلطة.. بغول الأسعار الذي يلتهم دخول الغلابة بلا رحمة ولا شفقة؟!!.. هل يشعر هؤلاء بتدني الخدمات وسوء الشوارع واحتلال الميادين من الباعة الجائلين؟!!.. والانفلات يعم كل الأرجاء؟!!.. أعتقد لو شعر هؤلاء من نخبة إلي جبهة إنقاذ أو جبهة السلطة الحاكمة بحال المواطن البسيط لتنازل الجميع من أجل مصر وشعب مصر..