اتفقنا أو اختلفنا.. أصبح لمصر دستور جديد بعد مرحلة انتقالية.. سيظل يذكرها التاريخ بكل ما فيها من انقسامات وسلبيات وإيجابيات.. عشنا كأسر وكأفراد لحظات حزن واكتئاب.. لكننا دائماً لم نتهاون في إبداء الرأي والمشاركة الإيجابية في الانتخابات والاستفتاءات.. وفي كل الأحداث والظروف التي مرت بها بلادنا كان الهدف الوحيد للجميع هو أن تنعم مصر بالاستقرار الذي قامت من أجله ثورتنا.. ثورة 25 يناير بأهدافها: عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية. لقد أصبح لدينا دستور جديد يجب أن نتعامل معه من غير تهديد من جانب بعضنا تجاه الآخرين.. أو تربص فئة بأخري أو تميز مجموعة علي حساب الآخرين.. بدون تخوين أو سخرية.. الكل سواسية الكل يعمل من أجل أهداف الثورة.. وأن تجاوز أي هدف منها لن يحقق للوطن نهضة أو استقراراً.. وسيعود بالبلاد إلي حالة التشتت والانقسامات وهو ما لا ترضاه القلوب العامرة بالإيمان.. الواعية بأهمية الحوار والتوافق الذي يرضي كل فرد في المجتمع. إننا أكثر احتياجاً للحوار.. والاستماع للآخر في هذه المرحلة.. مرحلة ما بعد الدستور.. فقد افتقدناه في أسرنا.. فما من عائلة إلا وكانت تعيش حالة من الانقسام التي كان يعيشها المجتمع.. الفرد فيها ينظر للآخر علي أنه لا يعي ولا يفهم ولا يحاول تقبل وجهة نظر غير وجهة نظره.. وهذا يرجع إلي أسلوب التربية حيث لم يتم تعويد الطفل علي أهمية تبادل الرأي بينه وبين أفراد أسرته.. وتشجيعه علي المناقشة وعدم السخرية من الآخرين. إننا الآن في حاجة ماسة إلي إعادة تغيير أسلوب تعاملنا مع الاخرين.. ومع الذين يختلفون معنا في الرأي.. أصبحنا في حاجة إلي آليات تسمح لنا بالدفاع عن آرائنا وأفكارنا دون استخدام لعنف أو شغب واحتجاجات تعوق مسيرة العمل. إننا في حاجة إلي الاتحاد من أجل مواجهة الطامعين والحاقدين. نحتاج إلي مبادرة طيبة لجمع الشمل والعودة إلي ما كنا عليه من حب وود.