سأحكي لكم جزءا بسيطا من مأساتي. ولا أظن أن هناك امرأة في مصر تتعرض لظروف مثل ظروفي. ولا هناك امرأة ضحت مثلما ضحيت.. اكتب لكم وأنا أبكي بدلا من الدموع دما. حيث أعيش الخوف. والذل. والهم والحزن. بعدما قمت ببيع كل ما يوجد بمنزلي حتي المطبخ والغسالة وسرير النوم لسداد جزء من ديوني لأهالي القرية.. فاللهم لا اعتراض علي حكمك. واللهم ارحم ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني علي الناس. يا حنان يا منان يا رزاق كل إنسان ارزقني وسدد ديوني. يا حي يا قيوم برحمتك استغيث.. بهذه الكلمات بدأت صاحبة الرسالة كلامها. وهي علية أحمد محمود رفاعي. من أهل الكولة شرق. بمركز أخميم. بمحافظة سوهاج. تقول: تزوجت ولا أعرف أنه قد كتب عليّ "الشقاء والألم والحزن والهم" وحينئذ أقسمت بالله أن أكون سندا لزوجي في حياته ومعيشته. ورزقنا الله بنعمة الأولاد وقد كانت فرحتي لا توصف. ولكنها لم تدم طويلا حيث بدأ الشقاء حينما بدأت رحلة الترحال مع زوجي في كل مكان هو يذهب إليه إلي القاهرة وأسوان والإسكندرية وفي قريته وأخيرا في قريتي.. فكنت أبيع الخبز لمساعدة زوجي في معيشته. ولكن المصائب كانت تتوالي علينا. فقد تعرض زوجي لإجراء عملية غضروف. وظل علي أثرها 3 شهور طريح الفراش بدون عمل. ومن هنا عرف الذل طريقنا. وبدأنا بالقروض حيث قمنا بسحب أول قرض قيمته 20 ألف جنيه من الصندوق الاجتماعي علي أن يكون مقدم سيارة. وبدأ زوجي العمل عليها بعد ان شفاه الله. وكان يقوم بسداد الأقساط بانتظام. حتي تعرض لحادث أليم وبعده تم بيع السيارة بالقطعة. وبدأت الديون تتراكم علينا. وأثناء ذلك كان زوجي يعاني حساسية بالصدر وفي نفس الوقت يحتاج إلي علاج غالي الثمن من بخاخات وغيرها.. لذلك قمت بعمل جمعيات مع جيراني وقمت بشراء جاموسة. ولكن للأسف لم تدم طويلا لانني قمت بيعها لان أكلها غالي الثمن وبسبب تراكم الديون ولعدم وجود أرض زراعية لدينا.. فكر زوجي للسفر بالخارج وبالفعل سافر إلي ليبيا للعمل هناك. ولكن سرعان ما قامت الثورة وحضر زوجي وتبقت الديون كما هي بل في زيادة. وللحظ السيئ لم يحصل علي أي تعويض.. فاضطررت ان أسحب قرضا قيمته 3آلاف وخمسمائة جنيه وقمت بفتح محل أدوات منزلية. ولكن لان المصائب لا تأتي فرادي. لم يغط المحل المعيشة وسداد الديون لان عدد أفراد أسرتي 8 أنا وزوجي و3 بنات و3 أولاد منهم 4 بالمدارس وفي طريقهم للانقطاع و3 بنات لا يملكن شيئا من تجهيز العرائس. وظلت الديون تطاردني ليلا ونهارا وأسرتي في طريقها للانحراف والضياع والتشرد.. بالله عليكم ماذا أفعل؟ حتي المنزل الذي نسكن فيه لا يصلح للسكن به. لان الجدار الخلفي يسبب لنا الخوف والرعب لأن خلفه تبة عالية تحوي الذئاب لقربه من الحقول الزراعية والصرف الصحي. ** تستنجد علية بالدكتورة نجوي خليل وزيرة التأمينات الشئون الاجتماعية.. لمساعدتها في منحها منحة مدرسية لإنقاذ أولادها وإكمال تعليمهم. وهل يرق قلب أصحاب القلوب الرحيمة والجمعيات الخيرية مثل دار الأورمان ورسالة ومصر الخير أو الجمعيات الشرعية. لمساعدتها في إنقاذ أسرتها وسداد ديونها التي بلغت 6آلاف جنيه لأهالي القرية. بخلاف 3 آلاف وخمسمائة جنيه أخري لجمعية تنمية المجتمع بالقرية؟.. نتمني وكلنا امل ورجاء.