سجل التاريخ يوما جديدا من أروع أيام الشعب المصري.. فكما بهر العالم بثورته يوم 25 يناير التي وقف فيها الشعب بجميع طوائفه يدا واحدة.. يتلقي الهجمات والضربات وهم صامدون يهتفون بضرورة رحيل النظام وتطهير البلاد من الفساد ويطالبون بالعيش والحرية والكرامة وجدناهم يصرون علي المشاركة في الاستفتاء علي أول دستور بعد ثورة 25 يناير وجدناهم منذ الساعات الأولي من الصباح علي أبواب اللجان الانتخابية يقفون بالساعات الطويلة من أجل ابداء رأيهم وكانت اللجان النسائية قد شهدت اقبالا وتزاحما كبيرا من النساء حتي ساعات متأخرة من الليل.. وكلهن أكثر اصرارا علي التواجد والمشاركة وابداء رأيهن.. كن يعترضن بشدة علي أي تجاوزات أو اخلال بالنظام.. فكن يرفضن التصويت علي أي ورقة انتخابية غير مختومة من الجهات الرسمية يطلبن من رؤساء اللجان التحقق من شخصياتهم.. يرفضن أن يوجههن أحد نحو رأي معين كن يقفن في طوابير تمتد لعدة أمتار منهن الكبيرات في السن منهن اللاتي تحاملن علي أمراضهن المزمنة يرفضن نصيحة أبنائهن وأحفادهن في البقاء في المنزل منهن من تحمل رضيعها باليد وباليد الأخري تمسك بصغيرتها. لقد كان يوما رائعا وأنا أري الرجال حريصين علي أن تشارك زوجاتهم وبناتهم في ابداء الرأي فقد شاهدت الرجال يأتون إلي بناتهن وزوجاتهن يقفون بجانبهن عندما تأخر بهن الوقت. سعدت بإصرار الكثيرات علي الذهاب لمكاتب الشرطة لإثبات محاضر علي تجاوزات تمت في حقهن أو غيرهن. * لقد أثبت الشعب المصري في هذا اليوم انه لا لأحد وصاية عليه وانه يستطيع أن يحقق مصيره بنفسه وانه يمضي في طريق الديمقراطية وان مصر هي بلد مدنية يشارك في تنميتها ونهضتها الرجل والمرأة.. المسلم والمسيحي.. كل فصائل الشعب المصري معا من أجل حياة حرة كريمة.