الحوار هو الحل لكل المشاكل.. ليس العنف وليس الاقتتال وليس العصيان.. صحيح انها وسائل ضغط.. لكن الحوار في النهاية هو المخرج.. وهو ما نشاهده الآن علي الساحة السياسية.. البعض يؤيد والآخر يعارض والبعض يصطاد كما يقولون في "الماء العكر" ويتوه الهدف.. ان الديمقراطية تعني الاتفاق والاختلاف ولكن إذا لم نصل في النهاية إلي ما يعود علي الوطن الذي يجمعنا كأمة واحدة بالنهضة الشاملة.. وإذا لم يجد فيه كل فرد ما يضمن له حياة حرة كريمة فإنه سيمضي إلي الهاوية. * الحوار إذن هو البداية والنهاية وهو ما يجب أن نضعه نصب أعيننا ونحن نبني الأسرة التي هي أساس المجتمع.. فإذا نظرنا إلي ما يقع من خلافات ومشاكل بين كل زوجين ويلقي بهما علي حافة الطلاق.. لوجدنا ان العلاقة الزوجية بينهما افتقدت إلي المناقشة الحرة البناءة وإلي لغة حوار تهدف إلي التفاهم وشيء من التنازل لا يقلل من الكبرياء أو الكرامة حتي نتجنب المخاطر وإذا نظرنا إلي المشاكل التي يعاني منها صغارنا ومراهقونا لوجدنا أيضا انه لم تتح لهم الفرصة ولم يتعودوا علي التصريح بآرائهم دون خوف أو رعب.. ولم تستمع الأسرة لمشاكلهم ومعاناتهم ولم تحاول التحاور معهم وتوضح لهم ما ينفعهم وما يضرهم.. فإذا كانت الأسرة هي نواة المجتمع.. فماذا سيكون حال المجتمع؟! بالتأكيد سيسود فيه الفوضي والوهن والبلطجة والعنف وانحدار الأخلاق وسيهوي إلي نار الحروب والفقر والمجاعة ان ما تمر به بلادنا الآن.. هو من أصعب الفترات التي عرفتها في تاريخها.. فإذا كنا قد بهرنا العالم بثورتنا في 25 يناير بطهارتها وحضارتها ورقيها وبشبابها ورجالها وفنانيها الذين وقفوا صفا واحدا ويدا واحدة.. نهتف عيش حرية.. عدالة اجتماعية.. هدف واحد يجمعهم وأمل واحد يسعون لتحقيقه. فاليوم علينا أن نستعيد ذاكرتنا وصورتنا ونحن في الميدان جنبا إلي جنب بلا فوارق أو انقسامات.. نحمي بعضنا البعض دون عصبية لا فرق بين مسلم أو مسيحي.. سلفي أو إخواني أو ليبرالي.. علينا اليوم التحلي بالحكمة والهدوء والتعقل والتفكير في انقاذ الوطن من الانزلاق للهاوية.. علينا أن نتسامح ونهييء أنفسنا للحوار ونقبل آراء الآخر والوفاق بين الجميع حتي نصل إلي الحل الذي يتحقق معه الاستقرار للوطن.. وسلامة وحدته.