اهتم الاعلام العالمي بالاعلان الدستوري الجديد وما انتهت إليه الجولة الأولي من جلسات الحوار الوطني. ركزت الصحف علي أن الاجراءات الجديدة ربما تفتح الباب أمام تهدئة الأزمة السياسية.. في نفس الوقت الذي تعكس فيه اصرار الرئيس علي اجراء الاستفتاء في موعده.. والاتجاه نحو الحل الوسط. اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن قرار الرئيس محمد مرسي بإلغاء الإعلان الدستوري يؤشر بوضوح إلي عزم وإصرار الرئيس مرسي علي فعل أي شيء من أجل الوصول إلي الاستفتاء علي مسودة الدستور التي يقول المعارضون انها موالية للاسلاميين , فيما يقول مؤيدوه أنها تضع أساس الديمقراطية الجديدة والعودة إلي الاستقرار. قالت الصحيفة في تعليق لها علي الأوضاع في مصر ¢إن قرار مرسي بهذا الصدد جاء بعد أيام قليلة من قيام مجموعة من الحشود بمهاجمة العشرات من مكاتب جماعة الاخوان المسلمين ومكتب الارشاد ومقتل سبعة اشخاص جراء الاشتباكات في الشوارع بين الاسلاميين وخصومهم¢. أضافت الصحيفة ¢إن الخطوات التي اتخذها مرسي بعثت ببارقة أمل ضعيفة لحل المشكلة تماما وهذا يرجع من جانب إلي أن زعماء المعارضة استبعدوا أي محاولة متسرعة بشأن حل وسط قبل أيام من الاستفتاء¢. الحل الوسط بينما اعتبرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن قرار مرسي بإلغاء الإعلان الدستوري لبي مطلبا رئيسيا للمعارضة بعد أن حقق له هذا الاعلان مراده, فقد حصن الجمعية الدستورية المكلفة بكتابة الدستور من حل المحكمة الدستورية لها ومكنها من تمرير مسودة الدستور النهائية للتصويت عليها في الاستفتاء. قالت الصحيفة في تعليق علي نسختها الالكترونية أمس ¢إن كل رموز المعارضة فيما عدا القليل منهم قاطعوا الحوار الوطني¢, مشيرة إلي انه مازال من غير الواضح ما إذا كان هذا الحل الوسط كافيا من أجل تهدئة الازمة السياسية. وأشارت الصحيفة إلي أن الأزمة تحولت في الايام الاخيرة إلي عنف بين مؤيدي مرسي الاسلاميين ومعارضيه من تيارات الشعب الأخري والذي دفعهم إلي الاشتباك أمام قصر الاتحادية. بناء إجماع وطني وخصصت صحيفة الأوبزرفر افتتاحيتها الرئيسية للتطورات في مصر تحت عنوان "يجب علي مرسي وقادة المعارضة بناء إجماع وطني بشكل عاجل". قالت الصحيفة أنه رغم ان الثورة في مصر بدأت قبل أقل من سنتين فإنها حققت هدفها الرئيسي المتمثل في الاطاحة بدكتاتورية حسني مبارك لكنها واجهت بعض المشكلات بشأن تحقيق هدفها الثاني وهو تأسيس نظام قابل للاستمرارية يقوم علي الحكم الديمقراطي الرشيد يكون مقبولا من قبل أغلبية الشعب المصري. تمضي الصحيفة قائلة ان هذا الأمر ليس مفاجئاً إذ ان اقامة مؤسسات ذات مصداقية لا يمكن ان يتم بين عشية وضحاها خصوصا اذا لم تكن موجودة من قبل. المصالح الخاصة تلاحظ الصحيفة ان المصالح الخاصة لا يمكن ان تختفي بشكل فوري مع انهيار النظام السابق لأن السياسيين لا يتحولون بطبائعهم إلي شخصيات نزيهة فجأة إذ ان التوترات العديدة القائمة والتي لم تعرف طريقها إلي الحل بين الاسلاميين والعلمانيين والمحافظين والليبراليين والأقباط والمسلمين بشأن المسار الذي ينبغي ان تسلكه مصر مستقبلا تفاقمت الأسبوع الماضي وبلغت درجة الغليان. تقول الصحيفة ان ما يبعث علي القلق بشدة هو درجة الاستقطاب التي ظهرت في المجتمع المصري والتي كشفت عنها المواجهات بين أنصار مرسي ومناوئيه في محيط القصر الجمهوري وما أفرزته من مواقف سياسية حادة. تلاحظ الصحيفة ان ما حدث لا يدل علي اختلاف في الآراء وانما هو انفجار للأحقاد يعكس فشلا ذريعا في تحقيق الثقة المتبادلة مما حدا ببعض المعلقين السياسيين الي التحذير من بداية الحرب الأهلية. لا يخدم مصلحة مصر تستنتج الصحيفة أنه رغم المرارة الي تخللت مسيرة الثورة المصرية والدماء التي سفكت فإن التوصل إلي حلول وسط يظل ممكنا ومطلوبا بشكل عاجل ومن ثم فان اصرار محمد البرادعي وقادة المعارضة الآخرين عليِ ان لا حوار مع الرئيس مرسي قبل إلغاء الاستفتاء علي مشروع الدستور المقرر يوم 15 ديسمبر قد لا يخدم مصلحة مصر. تختتم الصحيفة قائلة ان مرسي مطالب في إطار تسهيل المباحثات مع المعارضة بتعديل المواد المثيرة للجدل في مشروع الدستور لأن الابقاء عليها ليس خطوة توافقية أو حكيمة لبناء مصر الجديدة وخصوصاً مراجعة البنود المتعلقة بمنع البرلمان من مراقبة الجيش.. كذلك يتعين علي مرسي التخلي عن أسلوب مبارك في الحديث بشكل مهووس عن مؤامرة خارجية تدعم "الطابور الخامس" داخل مصر وندما تتوافر أجواء الهدوء يمكن للطرفين البدء في بناء الثقة المتبادلة والتي اتضح جليا من خلال أحداث الاسبوع الماضي ان غيابها يعني عودة إلي سلوك الانقسام الذي ميز العهد السابق ان الطرفين المتخاصمين لهما الخيار فيما سيتخذانه من مواقف. مستشار المركز الاسلامي بنيويورك: الحوار وأد للفتنة أشاد أشرف فهمي موسي المستشار الديني للمركز الاسلامي بنيويورك بمبادرة الرئيس محمد مرسي في الدعوة إلي الحوار قائلاً " ان الحوار وأد للفتنة". أضاف- في تصريح لوكالة أنباء "فارس" الايرانية ان فتح باب الحوار لبحث كافة القضايا وأد للفتنة واطفاء للحرائق التي أشعلها فلول النظام السابق مستغلين مشهد الخلاف فاندسوا وسط المتظاهرين السلميين ليقتلوا الأبرياء- علي حد تعبيره.