الأحداث التي نعيشها الآن تعيشها معظم بلاد الوطن العربي خاصة البلاد التي قامت بها ثورات الربيع العربي.. فما يحدث من احتجاجات وفتن وانقسامات في الرأي بين مؤيد ومعارض يباعد بين تحقيق التقدم والتنمية للبلاد وينسينا الهدف الذي من أجله كانت هذه الثورات الظاهرة.. التي أشاد العالم بسمو أهدافها فقد كان الجميع يدا واحدة ورأيا واحدا نحو هدف واحد لكن يبدو أننا نسينا.. وأصبحنا نعيش حالة من الصراعات واللاوفاق واللاوحدة والتكالب علي تحقيق مكاسب وسلطات.. وقد كانت المرأة والطفل هما الأكثر تضررا من جراء هذه الأجواء التي تشهد قبولاً ورفضا وقد لمسنا ذلك من خلال المواد الدستورية البعض منهن يري أن الدستور سيلبي كافة حقوق الأم والطفل وسيسمح للمرأة بالتوفيق بين البيت والعمل.. والدستور يؤكد علي حق المواطنة للمرأة مثلها مثل الرجل والبعض الآخر يري أن هناك تكبيلاً لحق المرأة في المساواة كما تجاهل الدستور حقوق الطفل في الحماية والاستغلال والتعبير عن رأيه فيما يتعرض له من مشاكل فضلا عن التميز ضد الفتاة الصغيرة وحمايتها من أضرار الزواج المبكر والختان والتي ثبت بالعلم والبحث انعكاسها بالسلب علي حياة ومستقبل الفتاة. ويقول البعض إن المادة 10 من الدستور والتي تقول إن الأسرة أساس المجتمع قوامها الدين والأخلاق والوطنية وتحرص الدولة والمجتمع علي الالتزام بالطابع الأصيل للأسرة المصرية وعلي تماسكها واستقرارها وترسيخ قيمها الأخلاقية وحمايتها وذلك علي النحو الذي ينظمه القانون وتكفل الدولة خدمات الأمومة والطفولة بالمجان والتوفيق بين واجبات المرأة نحو أسرتها وعملها العام وتولي الدولة عناية وحماية خاصة للمرأة المعيلة والمطلقة والأرملة. إن هذه المادة مبهمة غير واضحة وغير مفسرة لما جاء فيها من معاني الحماية.. وتحمل في سطورها دعوة لعدم عمل المرأة خارج المنزل.. إننا في هذه المرحلة التي تمر بها بلادنا علينا أن نتذكر أن ثورتنا نجحت لأننا اتفقنا علي هدف واحد.. وهو توفير الأمن والاستقرار والتقدم لجميع أفراد المجتمع وان عدم توحيد أفكارنا وآرائنا يعني هروب المستثمرين وانهيار الاقتصاد وانعدام السياحة وافتقار المجتمع وانتشار المجاعة والبطالة وهو هدف الطامعين والحاقدين في ثرواتنا.