لليوم الرابع علي التوالي تتجه الأنظار نحو شارع محمد محمود حيث استمرت الاشتباكات المتقطعة والتراشقات بالحجارة بين المتظاهرين وقوات الأمن المتمركزة داخل مدرسة "الليسية" التي يحتشد داخلها جنود الأمن المركزي. أدت الاشتباكات الي تحطم معظم زجاج نوافد المدرسة وبعض من النوافذ الخشبية جراء استهداف المجندين ومحاولة إبعادهم عن محيط المدرسة التي تصل مبانيها من شارع محمد محمود حتي شارع الشيخ ريحان حيث مبني وزارة الداخلية. كما أدت الاشتباكات وإلقاء زجاجات المولوتوف تجاه المدرسة الي احتراق المبني الخارجي وهو المبني الخاص بأمن المدرسة. كما اشتعلت النيران في أحد الأكشاك بجوار مدرسة الليسية بالاضافة لاشتعال النيران في الاشجار العتيقة التي يصل عمرها لعشرات السنين أمام مدخل المدرسة. وللمرة الثانية يفر معظم سكان شارع محمد محمود من شققهم السكنية بسبب الاشتباكات وإلقاء الغازات المسيلة للدموع وأصوات ضرب النار. أكد بعض المتواجدين من الأهالي أن الحياة أصبحت لاتطاق في ذلك الشارع بسبب الاشتباكات المستمرة مع الشرطة والمتظاهرين والتي يسقط فيها عشرات الجرحي علي مدار اليوم. وتحول شارع منشأة الفضل الموازي لشارع محمد محمود الي ثكنة عسكرية واحتله عدد كبير من شباب صغير السن يقومون باعداد زجاجات المولوتوف بعد احضارها في جراكن كبيرة بموتوسيكلات يقودها ملثمون يسلمون تلك الزجاجات لفرق الرماية التي تستهدف تجمعات الأمن المركزي. في الوقت الذي يقف فيه المئات من المتظاهرين من شباب صغار السن يقذفون الجنود بالحجارة يقف أيضا المئات من جنود الأمن المركزي بشارع الشيخ ريحان لصد أي هجوم من جانب المتظاهرين. أحد ضباط الأمن المركزي برتبة نقيب رفض ذكر أسمه قال إن المتظاهرين حاولوا أكثر من مرة الهجوم علي وزارة الداخلية وهدموا أجزاء من الحائط الخرساني الموجود بشارع يوسف الجندي وتتعامل معهم قوات الأمن باستخدام القنابل المسيلة للدموع فقط. أكد الضباط أن وجود المجندين بداخل مدرسة الليسية يعتبر حائط ضد هجوم المتظاهرين علي وزارة الداخلية ويحول دون اقتراب المندسين والبلطجية الي داخل المدرسة العتيقة وعدم سرقة منشآت المدرسة. من ناحيتهم نظم العشرات من طلاب مدرسة الليسية وقفة احتجاجية بميدان التحرير محذرين من المصير الأسود لمبني المجمع العلمي وطالبوا جنود الأمن المركزي بالابتعاد عن مدرستهم لان المتظاهرين والبلطجية يحاولون حرق المدرسة لابعاد المجندين عنها. رفع الطلاب لافتات كتبوا عليها "الشرطة المفروض تحميها مش تكسر فيها.. مدرسة ليسية الحرية مش ثكنة عسكرية.. مدرستي مش هتشترك في عمل إجرامي ضد المدنيين.. مدرستي أول مدرسة فرنسية تنادي بحرية التعبير". وصرح اللواء أحمد زكي عابدين وزير التنمية المحلية بأن مايحدث في محمد محمود من اشتباكات غير مفهوم وغير مقنع وهدفه تخريب مصر. وطالبت الجبهة السلفية وحزب النور الرئيس محمد مرسي التدخل لوقف الاشتباكات والتحقيق الفوري في الأحداث واقالة وزير الداخلية. وحمل بيان الجبهة وزارة الداخلية مسئولية مقتل أحد المتظاهرين. وأعلنت الجماعة الاسلامية أن مايحدث هو محاولة لاجهاض الثورة واسقاط الرئيس المنتخب من الشعب واسقاط الجمعية التأسيسية.