أثارت رداءة الوجبة المدرسية المقدمة للتلاميذ بالمدارس غضب المدرسين والمسئولين في الإدارات التعليمية مقترحين استبدالها بوجبات تمد التلاميذ بالعناصر الغذائية المطلوبة تحت إشراف من وزارة الصحة أو إلغائها وإعطاء بدل نقدي للتلاميذ عوضا عن الوجبة التي لا تستفيد منها ولا تغنيه عن وجبة الإفطار. أكد المدرسون أن الوجبة الحالية بمواصفاتها الرديئة أفرغت التغذية المدرسية من هدفها الأساسي في جذب التلاميذ للمدرسة بالمناطق الفقيرة وتفعيل تغذية سليمة لهم في السن المبكرة حتي أن التلميذ علي أتم استعداد للاستغناء عنها نظرا للسوء الذي تتصف به..!! قال شعبان حمزة معلم أول أن التلميذ رافض لهذه الوجبة ليس فقط في الأحياء الراقية فحسب ولكن في جميع المستويات الراقية والمتوسطة والفقيرة الجميع رافض للوجبة المقدمة له في صورة وجبة جافة ليس لها طعم ولا رائحة وكيف يقبل علي ذلك البسكويت التلميذ الذي لا يجد فيه أي نكهة مميزة.. إنه فقط يأخذه لإثبات أنه ذاهب إلي المدرسة ولا نري في هذا إلا إصرار الوزارة علي تقديم هذا المنتج المرفوض تماما لحاجة ما في نفس يعقوب ما هي لا أحد يعرفها علي وجه التحديد!! ولا عجب في ذلك وإنما العجب هو إصرار الوزارة علي تقديمه للتلاميذ رغم الرفض والمناداة من الجميع بأنه غير مرغوب ولتكون وجبة وزارتنا مثل الوجبة التي تقدمها المعاهد الأزهرية لتلاميذها فهي تقدم لهم مكونات غذائية من قطعة جبنة أو قطعة حلوي طحينية ومعها بيضة وبرتقالة كل ذلك يقدم لتلميذ المعاهد الأزهرية في كيس مغلف.. لماذا لا تفعل ذلك وزارتنا هي أيضا؟ سبوبة أضاف مصطفي بدران أن الأمر برمته ليس أكثر من سبوبة ينتفع من ورائها المنتفعون ولا جدوي منها مطلقا سوي للمصنع وسبوبة لمن يقوم علي المناقصة ويرسيها علي مصنع بعينه وسبوبة لأصحاب عربات النقل وسبوبة لبعض القائمين عليها بالمدارس مطالبا بفرض رقابة حازمة علي مثل هذه الوجبات وتوزيعها وكافة المراحل التي تمر بها من التصنيع وحتي التوزيع علي المدارس. أوضح طارق رشيد مدرس بالبحيرة إن الفساد يحيط بكافة مراحل إعداد الوجبات وصرفها والدليل علي ذلك أن عملية توزيعها نفسها لا تتم وفق مبدأ تكافؤ الفرص وإنما وفق هوي المسئولين عن التغذية بالمدرسة مقترحا أن يتم استغلال المصاريف التي تنفق علي الوجبة التي لا تسمن ولا تغني من جوع علي الأنشطة المدرسية أو لدفع المصروفات للتلاميذ غير القادرين وبذلك نكون قد قمنا باستغلال الأموال وإنفاقها في مكانها الصحيح. قال سليمان فتحي مدرس من المفترض أن برامج التغذية المدرسية في مدارسنا تساهم في زيادة نسبة الحضور وتساعد الأطفال في التعلم بصورة أكثر فاعلية وتحفز علي تحسين الأداء داخل الفصول الدراسية أو تقديم وجبات خفيفة وقطع بسكويت مزودة بالمغذيات الدقيقة أو مكملات الفيتامينات وفي الكثير من البلدان تعد برامج التغذية المدرسية من بين الحوافز الرئيسية لالتحاق الأطفال لاسيما الفتيات والأطفال الأشد فقرا وحرمانا بالمدارس ولكن سؤالي إلي المسئولين عن تقديم هذه الوجبات المدرسية.. هل هذه الوجبات التي تقدم لأبنائنا صحية وتفي بالغرض منه أم هي تجارة نتاجر بها في أطفالنا داخل المدارس!! أشار سعيد بلال معلم أول إلي أن الجميع يعلم أن هذه الوجبات ما هي إلا صفقات مشبوهة لتربح بعض المسئولين من ورائها مثلها مثل تعاقد الوزارة مع مطابع خاصة وتكلفة ميزانية الوزارة أموال طائلة بالرغم من وجود مطابع أميرية بأقل تكلفة فكلها أدوات فساد واتحدي أن يرسو مزاد أو مناقصة في أي وزارة علي من يستحقها وللأسف لقد وضح جليا أن الفساد في العهد السابق مازال مستشريا ومتغلغلا في المجتمع بل وبدأ يزداد أكثر وبنفس الأساليب القديمة واقترح أن تلغي تلك الوجبات ويدفع بدلا منها مساعدة مالية لولي الأمر الذي يعاني من ضيق المعيشة. من المستفيد؟ أضاف محمد الجابري أن هذه الوجبات المستفيد الأكبر منها هو المورد وأيضا لا تصرف علي مستوي كافة المدارس وإنما بعض المدارس فقط مشيرا إلي أنه من الممكن أن يستفيد منها تلاميذ في القري الفقيرة ولكن الغالبية العظمي هو إهدار مال عام موضحا أنه من الممكن تنشيط دور الوحدة المنتجة في المدارس مما يفيد الطلبة ويكون تحت إشراف جهات متخصصة ويلغي موضوع الوجبة المدرسية ويتم استبدالها بأخري صحية أو الاستفادة من مخصصاتها في مشاريع تعليمية أكثر جدوي. يري محمود السيد أن مشكلة الوجبة المدرسية كغيرها من مساويء اتخاذ القرار للوزراء السابقين والحاليين والقائمين علي الأمر في التربية والتعليم فهذه الوجبة تكلف الدولة ملايين الجنيهات وعند استلامها يكتفون بعينة عشوائية وباقي الكميات معظمها غير مناسب للتلاميذ ومنذ أيام قليلة أدت إلي تسمم أطفال سوهاج فغالبية الموردين هم علي علاقة بمسئولي الوزارة. اقترح محمود صديق مدرس منح قيمة الوجبة لولي الأمر غير القادر علي أن تعطي له آخر كل شهر وولي الأمر يشتري لابنه الوجبة التي يفضلها أو ينفقها عليه بشكل آخر لأن أغلب التلاميذ لا يستفيدون بهذه الوجبات لأن أغلب التلاميذ لا يذهبون إلي المدرسة ووجبات البسكويت لا ترحل بالنسبة للتلاميذ الغائبين ويتم بيعها أو الاتفاق مع مورد البسكوت علي أنها موجودة مقابل مبلغ مادي مربح وموضوع البسكوت يعد نظامًا فاشلاً وأفضل حل هو المبلغ المادي علما بأن هذا الاقتراح سيجعل ولي الأمر حريصًا علي ذهاب ابنه إلي المدرسة وعدم الغياب. الهدف الأساسي أشار هاني مهني مدرس إلي أن الوجبة المدرسية التي تقدم لأبنائنا في المرحلة الابتدائية كان هدفها الأساسي هو جذبهم للمدرسة وخصوصا في الأماكن والقري الفقيرة لكن للأسف لم تأت بمردودها حيث إن نسبة الغياب لم تتأثر بالوجبة بل ظلت كما هي نفس معدلات الغياب دون تغيير والسبب الثاني الذي من أجله يزود الطلاب بالوجبة هو تقديم وجبة غذائية صحية لهم تغنيهم عن الوجبات غير الصحية لكن هذا الوجبة المقدمة بشكلها الحالي صحية وعليها رقابة من وزارة الصحة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم؟ يري إنه يمكن تحسين المقصف المدرسي "الكانتين" بما يساعد علي تقديم وجبات مضمونة داخل المدرسة وتحت رقابة صحية شديدة وتوفير الملايين المهدرة علي الوجبة المدرسية لأن التلميذ بالوجبة أو من غيرها دائما ما يشتري من المقصف. تعجب عبدالفتاح عامر من الإصرار علي تقديم وجبة للتلاميذ في المدارس واعتماد ميزانيات مخصصة ومتقطعة من ميزانية التعليم رغم عدم الاستفادة من تلك الوجبات وعدم تحقيق الغرض منها حيث أصبح بديهيا أن تهتم الأسرة ويهتم أولياء الأمور بتوفير قدر مناسب لأطفالهم من الوجبات المنزلية مما يقلل القيمة الفعلية للوجبات المدرسية ويجعلها تحصيل حاصل بل تتحول لإهدار مال عام يمكن الاستفادة به في تنمية معرفية أو تعليمية داخل المدارس.