أكد رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات المستشار هشام جنينة أن ثورة 25 يناير كشفت حجم الفساد وذلك علي الرغم من أن الجهاز كان يؤدي دوره إلا أن ناتج عمله لم يكن يحظي بالاهتمام اللازم والتعامل الواجب فيما تنتهي إليه تقاريره حتي يمكنه إنجاز مهمته الرئيسية في القضاء علي الفساد ومحاسبة المفسدين. أوضح أن الجهاز المركزي للمحاسبات مهمته الأولي والأساسية العمل بكل جد وحرص علي مكافحة ومحاربة الفساد بكل أشكاله وصوره في مختلف المجالات خاصة الفساد المالي الذي يعد من صميم اختصاص الجهاز.. مؤكدا ضرورة العمل جميعا علي محاربة الفساد من أجل خلق بيئة مناسبة للاستثمار والعمل الجاد حتي يستفيد الجميع مما لدي مصر من خيرات وثروات. جاء ذلك في كلمة المستشار جنينة أمس في افتتاح برنامج تدريبي للعاملين بالجهاز حول ¢دور الجهاز الأعلي للرقابة في مكافحة الفساد وغسيل الأموال¢ والذي يعقد علي مدي خمسة أيام. أشار إلي أن الفساد بات ظاهرة يعاني منها جميع بلدان العالم بدرجات متفاوتة وهو الأمر الذي حدا بالأممالمتحدة إلي إصدار اتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة الفساد والتي قامت مصر بالتوقيع عليها. وقال رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات المستشار هشام جنينة ¢إن الجهاز لديه من الخبرات والكفاءات والإمكانيات ما يمكنه من القيام بدوره علي أكمل وجه خاصة وأن رقابة الجهاز تمتد لتشمل الوحدات التي يتألف منها الجهاز الإداري للدولة والهيئات والمؤسسات العامة وهيئات القطاع العام وشركاته والبنوك والشركات التي يساهم فيها شخص عام بما يقل عن 25% من رأسمالها والنقابات والاتحادات المهنية والعمالية والأحزاب والمؤسسات الصحفية والجهات التي تنص قوانينها علي خضوعها لرقابة الجهاز والجهات والهيئات المعنية¢. أضاف ¢أن الجهاز يمارس بحكم قانونه ثلاثة أنواع للرقابة هي الرقابة المالية بشقيها المحاسبي والقانوني والرقابة علي الأداء ومتابعة تنفيذ الخطة والرقابة القانونية علي القرارات الصادرة من شأن المخالفات المالية¢. وأوضح أنه للتأكيد علي تمكين الجهاز من القيام بدوره.. فقد أصدر المستشار أحمد مكي وزير العدل قرارا يقضي بمنح العاملين بالجهاز سلطة الضبطية القضائية للمساعدة علي القضاء علي أي معوقات قد تواجههم أثناء تأدية مهمتهم. ونوه المستشار جنينة بأن الجهاز يحرص علي التنسيق مع العديد من الجهات الرقابية الأخري التي تعمل في نفس الإطار ولتحقيق نفس الهدف الذي يحرص الجميع علي إنجازه وهو الحفاظ علي المال العام ومحاربة الفساد. وقال رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات المستشار هشام جنينة ¢إن الجهاز يرأس مجموعة العمل الدولية الخاصة لمكافحة الفساد وغسيل الأموال والمنبثقة عن المنظمة الدولية للاجهزة العليا للرقابة "الانتوساي"¢.. مشيرا إلي أن الجهاز تولي مسئولية رئاسة هذه المجموعة في يوليو 2008 خلفا للجهاز الأعلي للرقابة في بيرو. وأوضح أن عدد الأجهزة العليا للرقابة أعضاء المجموعة في ذلك الوقت كان 8 أجهزة واليوم نظرا لما نراه من اهتمام بمحاربة الفساد وغسل الأموال إضافة إلي الدور الفاعل الذي يقوم به الجهاز كرئيس لتلك المجموعة فقد أصبح عدد الأجهزة الأعضاء 25 جهازا من بينها علي سبيل المثال أجهزة أمريكا وروسيا وماليزيا والصين وأندونيسيا وألمانيا وبولندا. وأضاف ¢أن وجود تلك الأجهزة في هذه الدول التي من بينها دول متقدمة وأخري نامية يؤكد أن محاربة الفساد وغسيل الأموال أصبح أمرا يهم جميع الأجهزة في مختلف الدول ومختلف الأنظمة والسياسات¢. وأشار إلي أن الهدف الرئيسي للمجموعة في خطتها لعام 2011/2012 يتمثل في دعم الأجهزة العليا للرقابة في مجال مكافحة الفساد وغسيل الأموال وتوسيع المفاهيم والتطبيقات المتاحة لديهم من خلال إعداد أدلة إرشادية تساعد الأجهزة في إدارة عملها وتقديم برامج تدريبية داخل أو خارج الأجهزة العليا للرقابة بالإضافة إلي تقديم تجارب وحالات عملية تتعلق بجهودهم الحثيثة الرامية لاكتشاف ومكافحة الفساد وغسيل الأموال. ونوه المستشار جنينة بأن الجهاز المركزي للمحاسبات بصفته رئيسا لمجموعة العمل الدولية فإنه يشارك في مشروع مشترك ما بين منظمة "الانتوساي" والأممالمتحدة يهدف إلي توحيد وتدعيم وتحديد دور الأجهزة العليا للرقابة أعضاء "الانتوساي" في محاربة الفساد.