أعلنت رابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان" أن بورما رفضت عرض الرابطة لإجراء محادثات من أجل وضع حد لأعمال العنف الدائرة بين البوذيين وأقلية الروهينجا المسلمة في غرب البلاد. قال الأمين العام للرابطة. سورين بيتسوان انه اقترح اجراء محادثات ثلاثية بين الرابطة التي تضم بورما بين اعضائها. والأممالمتحدة. وحكومة بورما لمنع امتداد تأثير أعمال العنف التي اندلعت مجددا في 21 أكتوبر الماضي. إلي المنطقة. لكنه اضاف ان بورما رفضت التباحث حول أعمال العنف في ولاية أراكان "راخين" التي حصدت أرواح نحو 180 شخصا منذ يونيو الماضي. صرح بيتسوان للصحفيين في العاصمة الماليزية كوالالمبور أن بورما تنظر إلي اعمال العنف في أراكان علي أنها شأن داخلي. مشددا في الوقت نفسه علي ضرورة وجود تدخل خارجي في ظل فشل سلطات ميانمار في حل الأزمة. أقر وزير الخارجية التايلاندي السابق أن أقلية الروهينجا المحرومة من الجنسية التي تعتبرها الأممالمتحدة واحدة من اكثر الاقليات تعرضا للاضطهاد في العالم. تتعرض لضغوط وتواجه آلاما كبيرة. وحذر من أن يأس الروهينجا قد يحمل هذه الاقلية المسلمة علي ما أسماه "التطرف" في مواقفها ويؤدي إلي تقويض استقرار المنطقة. إذ تبين أن المجموعة الدولية بما فيها آسيان. عاجزة عن التخفيف من هذه الضغوط وهذه الآلام. أكد بيتسوان أهمية البحث في سبل تخفيف وطأة الفقر ونقص المواد الغذائية والملاجئ والمنشآت الصحية التي تعاني منها أقلية الروهينجا. واشار إلي أن آسيان تملك الوسائل لتقديم مساعدة انسانية في بورما. كما فعلت بعد مرور الاعصار نرجس الذي اسفر عن مصرع وفقد 138 الف شخص في مايو .2008 من جهتها حذرت المفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة من تداعيات تصاعد أعمال العنف في أراكان. واكدت المفوضية في بيان ان عدد النازحين نتيجة موجة العنف ضد أقلية الروهينجا في الولاية تجاوز ال 28 ألف نازح اغلبيتهم الساحقة من المسلمين. هذا الشهر. بالاضافة إلي حرق نحو 4600 منزل. أشارت المفوضية إلي اكتظاظ مخيمات اللاجئين في أراكان بالنازحين بعد موجة النزوح الأخيرة. وحذرت من أن النازحين يواجهون نقصا في المواد الغذائية والمياه فضلا عن عدم توافر عدد كاف من الأطباء لعلاج المرضي أو انقاذ الجرحي نتيجة العنف. شددت المفوضية علي ضرورة استعادة القانون والنظام بشكل عاجل من أجل منع المزيد من العنف في الاقليم. أشار المتحدث باسم المفوضية ادريان ادواردز إلي أن فريقا تابعا لمفوضية اللاجئين نجح خلال الأسبوع الماضي في زيارة بعض المناطق التي تعرضت لأضرار كبيرة في أراكان وشاهد دمارا كبيرا وحركة نزوح هائلة. اضاف ان عددا كبيرا من المتضررين في أراكان والذين قرروا البقاء في قراهم يواجهون فقرا مدقعا وينتظرون الأمل في إعادة بناء منازلهم التي دمرت. غير أنهم يواجهون تهديدات يومية بمهاجمتهم وتهجيرهم من الولاية. وجهت المفوضية نداء إلي الدول المجاورة لميانمار من أجل فتح حدودها للاجئين. لافتة إلي أن نحو 6000 نازح من ميانمار عالقين في قوارب بالنهر الفاصل بين ميانمار وبنجلاديش ويواجهون أوضاعا صعبة للغاية. في اطار ردود الفعل الدولية. حثت بكين كافة الأطراف في ميانمار علي حل القضايا من خلال المفاوضات والمشاورات السلمية للحفاظ علي السلام والهدوء في المنطقة الحدودية بين الصين وبورما. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي إن الصين تعتبر قضية القوات المسلحة والتجاذبات العرقية المحلية الطويلة في ميانمار شأن داخلي. وفي اعقاب هدنة استمرت اسابيع في ولاية أراكان التي تخضع لحالة الطوارئ منذ المواجهات الاولي في يونيو. اندلعت اعمال عنف جديدة في 21 أكتوبر بين البوذيين من اتنية الراخين والروهينجا وقتل 88 شخصا علي الاقل ودمرت آلاف المنازل ونزح 28 ألف شخص. كما تقول الأممالمتحدة. ويضاف هؤلاء المهجرون الجدد إلي حوالي 75 ألفا فروا من اعمال العنف في يونيو.