قد يسأل البعض كيف تحولت أوروبا من الظلام إلي النور؟.. من الجهل إلي الثورات العلمية المتلاحقة. وكيف تحولت شعوبهم بسلوكهم الهمجي إلي السلوك القويم؟.. إنهم وإننا نقول إن أوروبا مسلمة بغير إسلام!! ينفذون كل التعاليم الإسلامية بكل صورها ولكنهم غير مسلمين والسؤال الأكبر كيف حدث عندهم هذا التحول؟ لا تجد في أوروبا شاباً أو فتاة أو عجوزاً. متعلماً أو غير متعلم ولا يوجد بيده كتاب أو جريدة أو مجلة. إن عادة القراءة عندهم عادة طوال الوقت. في الشارع. في التنزه. في العمل في كل حركات حياتهم اليومية. علي عكس شعوبنا التي تفرق كل الوقت علي الكومبيوتر في حوارات تافهة أو السهر طوال الليل مع البنات والنساء وكم خربت بيوت وكم انتهكت أعراض من النت!! كيف تحولت أوروبا من الظلام الحالك إلي الضوء الذي يملأ ربوعهم؟.. هل هناك لغز. هل هناك سر؟ الجدية والسلوك القويم والعلم والثقافة والإدارة هي أهم سمات نجاحهم. هناك عقد اجتماعي غير مكتوب بين شعوب أوروبا علي أن ينجحوا ويتطوروا ويبنوا بلادهم وبعد أن كان العرب يصدرون العلم والثقافة والحضارة لأوروبا تحولوا هم العرب للظلام والفوضي والهمجية والجهل والتراجع لألف عام ويزيد للخلف وكذلك نحن في مصر نغرق في الفوضي ونعزف سيمفونية التراجع ونرضي بكل أشكال الهزيمة من هزيمة النفس إلي هزيمة الوطن. فقط لأننا فقدنا الإيمان بأنفسنا وبوطننا وقد أهلنا التراب علي تاريخنا وحضارتنا وآثرنا ان نكون تابعين ونحن الذين كنا نقود العالم علميا وفنيا وثقافيا وحضاريا. "مشكلة مصر" مشكلة مزمنة وعلي هذه الصورة تحتاج لألف عام ويزيد واساس هذه المشكلة عوامل كثيرة انهيار القيم وضعف السلوك وانعدام الإيمان ومسلمين بلا إسلام ولصوص في كل مكان والانهيار التام للتعليم. وانهيار البنية التحتية تماما فلم يعد هناك قوام للدولة وسيطرة قوة علي أخري والعمل بمنطق الاستحواذ والانطلاق الظلام واغفال الماضي والتاريخ والتراث والموروث الحضاري وهو متنوع ومغاير وفيه غني وثراء والتخلي عن الأصولية والجذور من مصر الفرعونية ومراحل التاريخ المصري المختلفة فمن فقد القدرة علي الحياة الانسانية في معناها الحقيقي. فقد الانسان المصري انسانيته فأصبح كائنا هلامياً بلا معني وبلا شيء يميزه. مشكلة مصر هي في المقام الأول مشكلة إدارة ووعي وايمان بالله وبالوطن!! بعد ثورة 25 يناير جاء التيار الإسلامي وحكم و"استحكم" وسعي للاستحواذ وفرض قبضته علي كل شيء واقصاء كل التيارات الأخري. حتي الشباب الأصحاب الحقيقيون للثورة وقد تم استبعادهم وكنت اتصور ان يكون رئيس الجمهورية منهم. واضعف الايمان ان يكونوا في المواقع القيادية بما لهم من فكر جديد مغاير وحماسة وعزيمة الشباب. لكن الحكم الآن في حالة تخبط وانعدام توازن وحالة من فوضي القرارات وعدم القدرة علي إدارة شئون البلاد بصورة فاعلة وثمة مشاكل سياسية في الدستور "التفصيل" والمشاكل الحدودية في سيناء وغيرها وكان لابد من وضع خطة شاملة للمحافظات الحدودية. حتي يمكن الحفاظ علي الأمن القومي المصري والفشل في معالجة الكثير من القضايا واصبحت الانجازات "ورقية" وليست فعلية وعملية. فماذا تم في مشكلة البطالة والعشوائيات والتعليم والمرور والنظافة واحتياجات الانسان البسيط اليومية من مواد بترولية وغيرها.. قضايا كثيرة وساخنة ولكن عدم القدرة علي ادارة موارد الدولة الايرادات والمصروفات سيأخذنا إلي نفق مظلم عميق ولثورة جديدة أكدناها في تحذيرنا الأول الأسبوع الماضي!! ظل: في ظل الإدارة الحالية والأيقاع البطيء نحن بحاجة إلي ألف عام ويزيد لكي تنهض مصر وتصحو من غفوتها!! نور: النهضة لا يصنعها فصيل ولكن يصنعها الجميع!! رؤية: سؤال برئ: هل يحكم الرئيس باسم الشعب أم باسم المرشد وحزب الحرية والعدالة؟!!