استشهد فلسطينيان بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال توغلها في شمال غزة امس مما فجر اشتباكات مع مسلحي حركة المقاومة الاسلامية "حماس" التي تدير القطاع. وتوغلت أربع آليات إسرائيلية و10جرافات صباح امس في الأراضي الزراعية شرق بلدة بيت حانون شمال القطاع وسط تحليق مكثف للطيران مما دفع عناصر المقاومة إلي اطلاق عدة قذائف صاروخية. وعلي اثر ذلك شنت القوات الإسرائيلية ضربات جوية علي بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة. وأعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام الذراع المسلحة لحركة حماس أن أحد شهيدي القصف الإسرائيلي علي بيت حانون هو عبدالرحمن أبو جلالة أحد قادتها الميدانيين بغزة. بدورها أعلنت كتائب الناصر صلاح الدين الذراع المسلحة لحركة المقاومة الشعبية الفلسطينية أن الشهيد الثاني ياسر خالد الترابين هو أحد أبرز قادتها في شمال قطاع غزة واستشهد أثناء تصديه للتوغل الإسرائيلي لبلدة بيت حانون وتوعدت الاحتلال بالرد. وعلي الرغم من العداء بين حماس واسرائيل ظلت الحركة الاسلامية بعيدة عن المواجهات الحدودية وهي تسعي لتعزيز حكمها لقطاع غزة في مواجهة جماعات منافسة أكثر تشددا وتحاول مد الجسور مع حلفاء عرب محتملين في الخارج. ومن المقرر ان يصل الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني امير قطر الي قطاع غزة غدا ليصبح اول زعيم دولة يدخل القطاع المحاصر في زيارة بارزة لكسر عزلة حركة المقاومة الاسلامية التي تولت السلطة في غزة عام 2007. في اثناء ذلك توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو امس بمواصلة استهداف حركة حماس ومنعها من التسلح ردا علي استمرار إطلاق الصواريخ من قطاع غزة تجاه جنوب الأراضي المحتلة. قال نتنياهو خلال اجتماعه بمبعوث اللجنة الرباعية الدولية للمنطقة توني بلير ان الأمر الحقيقي الذي تواجهه إسرائيل هو تعرضها لاعتداءات صاروخية فلسطينية من قطاع غزة.. وأضاف أن كل من يطلق النار علي إسرائيل لن يتمتع بالحصانة ولن يفلت من العقاب. من جهة اخري حذر متحدث باسم الرئاسة الفلسطينية من تصعيد الحكومة الإسرائيلية خططها للبناء الاستيطاني في إطار الحملة الانتخابية الداخلية. واعتبر نبيل أبو ردينة أن إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عزمه الاستمرار بالاستيطان في القدس إنما يأتي في سياق السياسة الإسرائيلية المستمرة في تدمير عملية السلام وحل الدولتين. وأضاف ان نتنياهو سيستغل الحملة الدعائية للانتخابات الإسرائيلية من أجل مزيد من التصعيد سواء من خلال حكومته أو من خلال أعضاء ائتلافه الحكومي الذين لا يؤمنون بالسلام ويريدون القضاء نهائيا علي حل الدولتين. وشدد أبو ردينة علي أنه الفلسطينيين لن يعترفوا بأية مستوطنة علي حدود 1967 بما في ذلك القدس والحل الوحيد هو الانسحاب الإسرائيلي الشامل من جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة. وكان نتنياهو تعهد أمس الاول بمواصلة البناء الاستيطاني في القدس وقال في الاجتماع الأسبوعي لحكومته ان اسرائيل لن تضع أي قيود علي البناء في القدس فهي عاصمة إسرائيل. وتسبب الخلاف علي الاستيطان في توقف محادثات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل منذ أكتوبر 2010.