رغم كل التحديات التي يواجهها الباعة الجائلون. ورغم تصدي العديد من الأجهزة المختلفة لعدم انتشار هذه الظاهرة إلا أن مليونيات التحرير اصبحت الدرع الواقية والحصن المنيع لهم خاصة انهم يفترشون ميدان التحرير ويقبل المتظاهرون للشراء منهم وبالتالي يستغل الباعة الحشود لزيادة دخلهم. "الجمهورية" التقت بالعديد من رواد الميدان.. في البداية قال محمود المصري "بائع أعلام" 30 سنة إن الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيش فيها مصر هي السبب في اننا نسير خلف المليونيات خاصة في ميدان التحرير حتي نستطيع توفير دخل مناسب نستطيع من خلاله قضاء احتياجات الاسرة واقولها بصراحة ان اكثر من 50% من الشعب المصري الآن يعمل كباعة جائلين سعيا وراء الكسب الحلال بدلا من التسول الذي يفضله الكثيرون الفقراء في مجتمعنا. قال أيمن أحمد محمد "بائع تسالي" انه يجب علي الدولة والجمعيات الأهلية في اقامة مشاريع صغيرة لنا حتي توفر لنا العيشة الكريمة أحد أهداف الثورة بدلا من التسول وافتراش الشوارع واحداث أزمة مرورية علي مر العصور والأزمان. مضيفا انه جاء من سوهاج إلي ميدان التحرير لأن حجم المليونيات بميدان التحرير اكثر من أي مكان آخر وبالتالي يكون الدخل أعلي وأفضل حيث أنني اتكسب في اليوم اكثر من 70 جنيها واتمني من الرئيس محمد مرسي رئيس الجمهورية توفير مكان مناسب لمزاولة نشاطنا. يضيف عاطف القط "بائع شاي" 42 سنة انه رغم ما نتكسب به من وراء هذه المليونيات إلا ان حياتنا معرضة للخطر خاصة في المليونيات التي تحدث فيها اشتباكات ومشاحنات بين المتظاهرين وأنا اتذكر "جمعة كشف الحساب" فتعرضت للضرب بالشوم والحجارة وسقطت جريحا يومها والحمد لله "حفظني الله" وها أنا اليوم اعود إلي ميدان التحرير بحثا عن "لقمة العيش" بدلا من جلوسي في البيت "عاطل". أما اسماعيل علي "بائع بطاطة" فكان ضد المليونيات ورغم ذلك هو يأتي مع كل مليونية إلي ميدان التحرير لأنه يشعر بأن هذه المليونيات هي الحصن المنيع والدرع الواقي من شرطة المرافق والأجهزة المعنية وانه يطلب من الحكومة عمل اسواق خاصة بهم حتي نستطيع البيع والشراء بدلا من مطاردة الشرطة في كل مكان. بائع جامعي أوضح محمد رياض "بائع مشروبات" حاصل علي بكالوريوس حاسب آلي ونظم معلومات انه يجب علينا ان نستفيد من تجارب الشعوب والدول الاخري فالصين كانت تعاني من ظاهرة انتشار الباعة الجائلين إلا انهم اقاموا اسواقا شعبية يتجمع فيه الباعة الجائلون لبيع سلعهم وبضائعهم دون اخذ ضرائب ولا ايجارات منهم واعتقد ان هذه هي افضل طريقة يمكن التعامل بها معنا لباعة جائلين وإلا ان توفر الدولة لنا وظائف ووقتها سأترك الشوارع ولن افترشها علي الاطلاق. اضاف سامي رمضان "بائع مخبوزات" ومحمود عادل "بائع عصائر" اننا نأتي إلي الميدان مع كل مليونية ونتعرض للخطر من قبل البلطجية والمتظاهرين خاصة لو وقعت اشتباكات بينهم ورغم ذلك لم تجد الشرطة كبش فدا لهذه الاحداث سوي الباعة الجائلين الغلابة واتذكر احداث الجمعة الماضية "جمعة كشف الحساب" حيث حدث شغب وتعدي علي بعض المنصات وفي النهاية تم اتهام بعضنا وذهبنا للاقسام وتم عمل محاضر لنا لكن والحمد لله ظهر الحق وتم الافراج عنا. قال محمد أبوأحمد "بائع كشري" 38 سنة فقال لنا إن أهم المشاكل التي تواجهنا هي مشكلة استئجار المحلات وهو ما يجعلنا نتجول ببضائعنا في كل مكان وبالتالي نفترش الشوارع والطرقات فإذا استطعنا توفير المكان المناسب لنا باقامة سوق تجاري مثلا بايجار رمزي أو حتي مجاني يتم فيه تجميع كل الباعة وتنظيمهم والسماح لهم ببيع بضائعهم.