جمعت حياة النجم العالمي الراحل عمر الشريف بين المتناقضات فمثلما عاش لحظات سعادة لم ينسها طوال حياته، مر أيضا بمراحل صعبة آخرها وفاته بمصحة لكبار المسنين وإمتناعه عن الطعام في العشرة أيام الأخيرة قبل وفاته وتغذيته بالمحاليل الطبية وحالة الإكتئاب التي سيطرت عليه حيث كان يميل الى العزلة والانفراد بنفسه في الفترات الأخيرة، بالإضافة إلى إصابته بالزهايمر مؤخرا الأمر الذي جعله يشعر بضياع أجمل ذكرياته التي لم يعد قادرا على تذكرها، كما كانت وفاة زوجته السابقة الفنانة فاتن حمامة من أصعب اللحظات التي عاشها بحياته حيث جمعتهما قصة حب قوية ظل يحكي عنها كثيرا، ففي أحد المؤتمرات الصحفية التي أقيمت على هامش مهرجان القاهرة السينمائي توجه أحد الصحفيين العرب بسؤال لعمر الشريف يتعجب به من تركيز السينما المصرية على الأفلام الشعبية وما تحمله من عنف وغياب حالة الرومانسية فرد عليه الشريف قائلا: "إرجع لأفلامي مع فاتن حمامة وسترى أجمل قصص حب يمكن أن تراها بحياتك"حيث شكلا معا ثنائيا ناجحا في عدد من الأفلام الرومانسية التي رسخت في ذهن الجماهير . وقدم عمر الشريف أعمالا هامة في تاريخ السينما المصرية فكانت بدايته بفيلم "صراع في الوادي"عام1954 عندما منحه المخرج يوسف شاهين فرصة عمره وهو وجه جديد لبطولة فيلم وضعه على طريق النجومية وكان التعاون الأول بينه وبين الراحلة فاتن حمامة ونشأت بينهما قصة حب بعد إنفصالها عن المخرج عز الدين ذو الفقار، ليتزوجا بعد عام واحد من تعاونهما في هذا الفيلم ودفعه حبه لها إلى تغيير ديانته وإشهار إسلامه حتى يمكنهما الزواج ، وبنفس العام قدما معا فيلم"أيامنا الحلوة" ، وبعدها قدما أفلاما هامة منها "لا أنام"عام 1957 و"سيدة القصر"1958 و"نهر الحب"1960 ورغم قصة الحب القوية التي جمعتهما وإنجابهما لطفلهما الوحيد "طارق" تسبب قرار عمر الشريف بالسفر للعيش في أوروبا في إنفصالهما وكان ذلك من أصعب اللحظات التي عاشها فلم ينفصلا فور سفره عام 1966 حيث كان لديه أمل في أن تغير فاتن رأيها لكنهما ابتعادهما عن بعض عدة سنوات إلا أن الطلاق تم فعليا عام 1974. وبالرغم من أن قصة حبه مع فاتن حمامة كانت الحب الوحيد الصادق بحياته مثلما ردد كثيرا ، هناك قصص حب ولحظات رومانسية جمعته بالعديد من نجمات السينما العالمية منهن آفا جاردنر وإنجريد برجمان وباربرا سترايسند وأنوك إيميه،وجولي آندروز وصوفيا لورين وديان ماكبين وايلسا كاردينيس. وتعتبر العلاقات الطيبة والصداقات التي جمعته بنجوم هوليود من أجمل اللحظات التي عاشها بحياته حيث جمعته صلة قوية بعدد من النجوم الذين حزنوا كثيرا على وفاته ومنهم "يوجين سيمون" بطل السلسلة التليفزيونية الشهيرة "لعبة العروش" و المخرج الشهير "رولان إيميريش"، وأنطونيو بانديراس و "جوش جاد"، وصوفيا لورين . وكانت طلته الأولى بالسينما العالمية من خلال فيلم "لورانس العرب"حيث جذبت وسامته المخرج "ديفيد لين" وأثني على أدائه في أول إختبار أداء وضعه له ورشحه لمشاركة "بيتر أوتولي" بطولة هذا الفيلم ،وبعدها حصل الفيلم على سبع جوائز أوسكار ، مما دفع "ديفيد لين" إلى ترشيحه لبطولة فيلم "الدكتور جيفاغو" عام 1965، لتكون هذه من أجمل اللحظات التي عاشها عندما نجح في حفر اسمه بتاريخ السينما العالمية . وأنهى عمر الشريف مشواره الفني أيضا بدور هام ومؤثر في فيلم "المسافر" الذي حصد عنه الكثير من الجوائز. ومن اللحظات الصعبة التي مرت عليه، تكبده لخسائر مالية بسبب "القمار" حيث نشرت صحفية "ديلي ميل "صورًا للقصر الفخم الذى يقع على الصخور البركانية فى جزيرة "لانزاروتى" الإسبانية،وذكرت أنه كان ملكًا لعمر الشريف فى سبعينيات القرن الماضى قبل أن يخسره فى لعبة قمار. جدير بالذكر أن الاسم الحقيقي للفنان عمر الشريف هو "ميشيل ديمتر شلهوب" وولد بمدينة الاسكندرية عام 1932 لعائلة ثرية من أصول لبنانية ، ودرس في مدرسة كلية فيكتوريا بالإسكندرية، ثم تخرج في جامعة القاهرة بدرجة بكالوريوس في الرياضيات والفيزياء، وعشقه للتمثيل دفعه الى دراسة الفنون في الاكاديمية الملكية للدراما في لندن ، ومن بين أشهر أفلام الشريف "إشاعة حب"، و"بداية ونهاية"، و"في بيتنا رجل"، و"الأراجوز"، و"أيوب"، و"المواطن مصري"، و"حسن ومرقص" وكانت له تجربة بالدراما بمسلسل "حنين وحنان".