تزخر مصر بالعديد من الأماكن السياحية التي تجتذب المهتمين من كل مكان في العالم، وحتى من داخل مصر نفسها، فيما يُعرف بالسياحة الداخلية. ومن ضمن الأماكن التي حظيت بالاهتمام مؤخّرًا، مجمّع الأديان، الذي يقع في الفسطاط بحي مصر القديمة، ويمكنك الذهاب إليه بركوب المترو، والنزول في محطة مار جرجس. والسر في شهرة منطقة مجمّع الأديان، وإطلاق هذا الاسم عليها، يرجع لوجود مجموعة كبيرة من الآثار به، تنتمي للأديان السماوية الثلاثة: اليهودية والمسيحية والإسلام، حيث يضم: جامع عمرو بن العاص وهو أول مسجد بُني في مصر وإفريقيا، ورابع مسجد بُني في الإسلام، بعد مساجد المدينة المنوّرة والبصرة والكوفة، ويُسمّى "تاج الجوامع". المعبد اليهودي "كنيس بن عزرا" وهو أقدم وأكبر المعابد اليهودية الباقية في مصر, ويحوي مكتبة ضخمة، تضمّ كتبا ودوريات يهودية، تؤرخ لوجود اليهود في مصر، وترجّح بعض المصادر أن المعبد كان فيما مضى كنيسة تحمل اسم ?كنيسة الشماعين?. الكنيسة المعلقة قبل ألفي عام، لجأت العائلة المقدسة لمصر، هربا من بطش هيرودوس في بيت لحم بفلسطين، ووجدت العذراء وطفلها الأمن والأمان في مغارة أبي سرجة التي أقيمت أعلاها الآن تابعة الكنيسة المعلقة،? لتكون أول الآثار المسيحية في مصر?. وبالإضافة لذلك، يضمّ مجمّع الأديان مجموعة كبيرة من الكنائس، والمتحف القبطي، وحصن بابليون. وغير المتعة البصرية والتاريخية المتوقّع أن تحصل عليها بزيارة مجمّع الأديان، هناك المتعة الروحية بتذكر التعايش السلمي الذي ساد على أرض مصر، بين جميع المنتمين للديانات السماوية، والاطمئنان لوحدة الصف المصري، وعدم قدرة أي مخلوق على بث الفُرقة والانقسام بين المصريين مهما فعل.