بكين:- قضت محكمة صينية بإعدام قو كاي لاي زوجة عضو المكتب السياسي الصيني المعزول بو شي لاي مع وقف التنفيذ لقتلها لرجل الأعمال البريطاني نيل هايوود العام الماضي. إلا أن المحكمة علقت تنفيذ هذا الحكم مما يعني أن المتهمة قد تواجه عقوبة السجن المؤبد. وغالبا ما تتحول الأحكام بالإعدام مع وقف التنفيذ في الصين إلى حكم بالسجن مدى الحياة، ما يعني عمليا السجن لفترة 25 عاما، يطلق بعدها سراح المحكوم إذا لم يرتكب جريمة أخرى في السجن، ليطوى بذلك فصل جديد في فضيحة هزت أعلى هرم الدولة. وقال المحامي هي جينشينج، وكيل الضحية البريطاني نيل هيوود الذي كان مقربا لوقت طويل من عائلة بو قبل أن تتدهور العلاقات بين الطرفين، "نحترم القرار". واعترفت المتهمة خلال محاكمتها بأنها دست لرجل الأعمال البريطاني سما قاتلا في مشروب قدمته له ذات مساء في نوفمبر 2011 في فندق فخم في مدينة شونجكينج الكبيرة التي كان زوجها سكرتير الحزب الشيوعي فيها. وفور صدور الحكم أعربت لندن عن ترحيبها بانتهاء المحاكمة ومحاكمة المتهمين بالجريمة. وقالت السفارة البريطانية في بكين في بيان "نرحب بقيام السلطات الصينية بتحقيق حول مقتل نيل هيوود، وبمحاكمتها اولئك الذين وجدتهم مسؤولين عن (الجريمة)". وفي القضية نفسها حكمت المحكمة على جانج شياوجون الموظف لدى عائلة بو والمتهم بمساعدة المتهمة الرئيسية في هذه القضية على تنفيذ مخططها الاجرامي، بالسجن 9 سنوات. كما حكم على 4 مسئولين في الشرطة الصينية بعقوبات سجن تراوحت بين 5 و11 عاما وذلك بتهمة تضليل التحقيق في هذه القضية. وتضمن محضر المحاكمة عناصر جديدة تشير إلى أن قو قتلت الرجل بدم بارد ولا سيما عندما أعدت بعناية محلولا يحوي مادة السيانيد السامة التي مزجتها بالشاي والنبيذ ونقلتها إلى غرفة هيوود. وبينما كان البريطاني ثملا، وممددا على سريره، جلست بقربه وسكبت السائل القاتل في فمه وهي تحدثه. ولتوحي بأن الحادث انتحار أو عرضي بعثرت أدوية حول سريره وغادرت المكان بعدما علقت على باب الغرفة لافتة صغيرة كتب عليها "الرجاء عدم الإزعاج". وبحسب صيني حضر جلسة المحاكمة فقد اعترفت المتهمة في اليوم التالي على وقوع الجريمة، لوانج ليجون قائد شرطة شونجكينج حينذاك والذراع اليمنى لزوجها، بأنها قتلت رجل الأعمال البريطاني. وقد قام هذا الضابط بتسجيل الحديث ثم جاء بعينات من أنسجة جثة البريطاني. وبعد ثلاثة اشهر حين لم يعد بو تشي لاي راضيا عنه، قام هذا الشرطي المعروف بأساليبه القاسية بكشف كل ما يعرفه لدبلوماسيين أمريكيين. وعلى الأثر انفجرت الفضيحة وأقيل بوتشي لاي ما سبب سلسلة من الصدمات التي بلغت أعلى هرم النظام الشيوعي.