القاهرة:- زعم فريد الديب، محامي الرئيس السابق حسنى مبارك، أن محكمة جنايات القاهرة أشارت إلى أن الإخوان وحزب الله وحماس وكتائب القسام قتلوا المتظاهرين خلال ثورة يناير، وليس رجال الشرطة، وقال: إن المحكمة لم تدن مبارك أو العادلي لأنهما قتلا المتظاهرين، لكن بسبب تقصيرهما فى أداء واجبهما فى حماية المتظاهرين. وأضاف الديب خلال حواره مساء أمس مع برنامج "العاشرة مساء" أن هناك تقصيرًا إعلاميًا فى عدم توضيح الحكم على مبارك ونجليه ووزير داخليته، وهو ما نتج عنه عدم معرفة معنى الحكم الذي صدر، مؤكدًا أن الحكم أجاب عن سؤال "من قتل متظاهري التحرير؟". وقرأ الديب حزءًا من نص الحكم: "هناك عناصر إجرامية اندثت لم تتوصل إليها التحقيقات فى موقع الأحداث، وقامت بإطلاق مقذوفات نارية وخرطوش على المتظاهرين، فأحدثت بالبعض منهم الإصابات التى أودت بحياتهم، وبالشروع فى قتل البعض الآخر". كما أكد أن المحكمة حين استندت إلى الأسباب قالت إن هناك بعض العناصر الإجرامية والأجنبية قامت بتهريب الأسلحة وتواجدت بين المتظاهرين وتشابكت معهم، مشيرًا إلى أن وزير الداخلية الأسبق، محمود وجدي قد قال: إن حركة حماس هربت أسلحة عبر ممرات وهربوا السجناء، وأنهم رصدوا اتصالات عديدة بينهم وجماعة الإخوان المسلمين وتقابلوا بميدان التحرير، وشهادة اللواء عمر سليمان أكدت ذلك. وأشار الديب إلى أن الحكم بأكمله عندما تضاف إليه محاضر الجلسات الخاصة بالمحاكمة وشهادة الشهود، والمحكمة لخصت كل ذلك فى عبارة وجيزة رصينة وهي أنهم "عناصر إجرامية"، "الناس الغلابة اللى لطمت بعد الحكم مش فاهمة.. اللى حصل ان اللى قعدوا يدخلوه فى دماغكم سنة ونص عن أن الشرطة هى اللى قتلت المتظاهرين كلام مش مظبوط وضحكوا عليكم واللى قتل العيال المحكمة قالت عليهم". وحول المرة الأولى التى تقابل فيها الديب مع مبارك بعد الحكم على الأخير بالمؤبد، قال الديب إنه أصيب باكتئاب عندما ذهب لزيارة مبارك "يارتني ما رحت" السبت الماضي، وهو اليوم الذي سُمح فيه لنجله جمال مبارك أن يرافقه غرفة العناية المركزة التى لا تختلف كثيرًا عن الزنزانة -على حد قول الديب- وبعدها انضم إليهم علاء ليلتفا الاثنين حول والدهما فى أثناء علاجه. وعن الدوافع وراء طلب الديب لنقل مبارك لمستشفى آخر، أوضح أنها مسئولية الدولة، وأن المسجون مسئولية الجهة المنوط بها تأمينه، وأكد أن مبارك يتمتع الآن بالصفة العسكرية منذ أن تخلى عن منصبه كرئيس للجمهورية، وذلك يرجع إلى أنه أحد المستفيدين من القانون الذي أصدره الرئيس الراحل أنور السادات، وهو القانون رقم 35 لسنة 79 بشأن تكريم قادة الأفرع الرئيسية ورئيس هيئة العمليات بالقوات المسلحة خلال حرب أكتوبر، حيث نص هذا القانون على أن يبقوا فى الخدمة مدى الحياة. استطرد الديب قائلا: السادات كرم هؤلاء القادة الكبار الذين قادوا الحرب على إسرائيل وحققوا نصر 73 ومنهم مبارك، وقال السادات إن من يعين منهم فى وظيفة مدنية كبرى، ثم تركها فيعود بقوة القانون إلى الخدمة فى القوات المسلحة طالما أنه على قيد الحياة، وبناء على الصفة العسكرية التى يتمتع بها الفريق طيار مبارك، ينبغي أن يتم حبسه فى سجن حربي أو عسكري، ويعالج فى مستشفى عسكري. رغم تأكيد الديب على أن مبارك مازال محتفظا بصفته العسكرية، إلا أنه يرى أنه لا يمكن أن يحاكم عسكريا "العبرة بتاريخ وقوع الجريمة المنسوبة إليه، والتى وقعت وقتما كان رئيسا للجمهورية"، ويقول: "هو المطلوب إن مبارك يلطم لما يسمع الحكم من القاضي ولا يعمل ايه" كان ذلك رد المحامي فريد الديب حول تعجب الكثيرين من رد فعل مبارك ووزير داخليته عند سماعهم الحكم بالمؤبد مؤكدًا أن ما فعله هو احترام لهيئة المحكمة لا أكثر، ووصف أن ما قيل عن عدم سماع مبارك الحكم أو معرفته به مسبقا ب"السخف وقلة ذوق". وأضاف الديب أن كل من جمال وعلاء يعاون فى السجن ولم يكونا مرفهين كما يتردد على ألسنة البعض، وأضاف "دول ما بيناموش أبوهم مريض بمرض خطير ومعرض للموت فى كل لحظة يعني بيناموا بنص عين..حرام بقى سيبوا الناس فى حالها". كما أشار الديب إلى أن مبارك لم يستفسر عن أي تفاصيل جنائية بالقضية، ولم يتدخل بمذكرات الدفاع عنه لأنه يثق تماما فى محاميه، والأمر نفسه ينطبق على نجليه ووزير داخليته، كما لم ينشغلوا أيضا بالانتخابات الرئاسية التى تشهدها مصر خلال هذه الأيام، ولم يتحدث عنها بأي شكل.