موسكو : - قال المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا كوفي عنان في موسكو، إن الرئيس السوري بشار الأسد قد يضطر إلى الرحيل "في النهاية" في إطار تسوية للصراع الذي نشب قبل عام في البلاد. وأوضح عنان، قبل توجهه إلى بكين حيث يعتزم السعي وراء الحصول على دعم من القادة الصينيين لخطته الرامية لإنهاء الصراع في سوريا، أن "هذه واحدة من القضايا التي سيتعين على السوريين اتخاذ القرار بشأنها". وأضاف: "إن جهودنا ترمي إلى مساعدة السوريين في الجلوس على المائدة وإيجاد سبل للخروج من كل هذا... ربما يتحقق ذلك في النهاية، غير أن القرار ليس بيدي، بل بيد السوريين". كان عنان قال في وقت سابق الاثنين في موسكو إن الزعماء الروس أعطوا "مساندة قوية" للجهود الدبلوماسية الرامية لتسوية النزاع في سوريا. وأوضح عنان أن مباحثاته مع الرئيس الروسي المنتهية ولايته دميتري ميدفيديف ووزير الخارجية سيرجي لافروف أول أمس الأحد تركزت على "بدء العملية السياسية التي ستحترم تطلعات الشعب السوري وتساعدنا على تسوية الأزمة سلميا". وأضاف: "تلقيت دعمًا قويًا هنا في موسكو"، وتم تقديم النص الكامل لتصريحاته في موسكو للصحفيين في مقر الاممالمتحدة في نيويورك، وهي أول تصريحات يشير فيها عنان بنفسه إلى احتمال رحيل الأسد. وتابع الأمين العام السابق للأمم المتحدة: "أغادر إلى الصين هذا المساء وأتوقع الحصول على دعم مماثل". وأوضح قائلا: "اضطلعت بهذه المهمة ليس لتقديم المساعدة فحسب ولكن لمساعدة الشعب السوري في المقام الأول، إنه يستحق أكثر من ذلك". تدعو خطة عنان المكونة من ست نقاط إلى إنهاء العنف الذي بدأ منذ عام مع وقف لإطلاق النار تحت إشراف الأممالمتحدة ووصول المساعدات الإنسانية بلا قيود إلى السوريين المتضررين جراء النزاع وإطلاق سراح الذين تم احتجازهم خلال الاضطرابات وبدء عملية شاملة يقودها السوريون من شأنها أن تؤدي إلى نظام سياسي تعددي. وقال عنان: "لكن الرسالة التي أود توصيلها اليوم هى أن رياح التغيير التي تهب اليوم لايمكن مقاومتها بسهولة أو لايمكن مقاومتها لمدة طويلة". وأضاف: "الوسيلة الوحيدة للتعامل مع هذا هى من خلال الإصلاح والتغيير، والتغيير الذي يحترم المبادئ الديمقراطية وكرامة الفرد وسيادة القانون وحقوق الإنسان". وقال عنان إن الزعماء الروس مصممون على العمل معه ومع الأطراف السورية للتوصل إلى حل سلمي للنزاع الذي قالت الأممالمتحدة إنه أودى بحياة أكثر من ثمانية آلاف شخص منذ شهر مارس عام 2011 . وأشار عنان إلى أنه دعا موسكو مؤخرًا إلى مساندة موقفه وتسليم رسالة إلى سوريا.