دكار:- أقر الرئيس السنغالي عبدالله واد بهزيمته في انتخابات الرئاسة وهنأ منافسه ماكي سال في خطوة فسرت على أنها تعزز أوراق اعتماد السنغال كدولة ديمقراطية في منطقة تسودها الفوضى السياسية. وتدفق آلاف من سكان العاصمة دكار الى الشوارع خلال الليل وهم يقرعون الطبول ويطلقون أبواق سياراتهم ويغنون ابتهاجا بعد أن أعلن التلفزيون الرسمي أن واد اتصل هاتفيا بسال ليهنئه على الفوز في أكثر الانتخابات جدلا في السنغال في التاريخ الحديث. وقال امادو سال وهو متحدث باسم واد "إنه البلد كله الذي فاز.. هذه لحظة عظيمة للديمقراطية والرئيس عبدالله واد يحترم صوت الشعب". وتمثل هذه الانتخابات أحدث اختبار للديمقراطية في منطقة عانت من إراقة الدماء والانتخابات المزورة ومن بينها الانتخابات التي جرت في ساحل العاج والتي تسببت في إشعال حرب اهلية العام الماضي. والسنغال هي البلد الوحيد في غرب أفريقيا الذي لم يشهد انقلابا منذ الاستقلال. وكان نشطاء المعارضة قد قالوا إن سعي واد لتولي فترة رئاسية ثالثة غير دستوري ورأى بعض الناخبين واد على أنه مثال آخر لزعيم أفريقي مكث طويلا في الحكم ويسعى للتشبث بالسلطة. وحثت أمريكا وفرنسا التي كانت تستعمر السنغال سابقا واد على عدم ترشيح نفسه. ولكن المحكمة الدستورية أيدت حجته بأن أول فترة له في الحكم لا تحسب لانها بدأت قبل إقرار شرط عدم تولي الرئاسة أكثر من فترتين. وأثار هذا الحكم احتجاجات عنيفة استمرت أسابيع. ولم يتمكن واد من تحقيق أغلبية في الجولة الأولى التي جرت في 26 فبراير وحصل على 34.5% من الأصوات. وجاء سال في المركز الثاني بحصوله على 26.6%. ووحد المرشحون الذين خاضوا الجولة الأولى صفوفهم وراء سال (50 عاما) بالإضافة إلى جماعة ام-23 وهي إحدى جماعات المجتمع المدني التي تدعو إلى تنحي واد البالغ من العمر 85 عاما. ولم تشهد الحملات الدعائية للجولة الثانية حوادث بعد أن قتل 6 أشخاص على الأقل في احتجاجات قبل الجولة الأولى. وكان واد يأمل في تمديد حكمه المستمر منذ 12 عاما من خلال اجتذاب سنغاليين كثيرين لم يدلوا بأصواتهم في الجولة الأولى ومن خلال التودد للزعماء الدينيين الذين يحظون بتأثير قوي في ذلك البلد الذي تقطنه أغلبية مسلمة. ومثل الفقر والبطالة الشكوى الرئيسية ضد واد الذي وصل إلى السلطة عام 2000. وجادل واد بأنه فعل أكثر مما فعله منافسوه الاشتراكيون خلال الأربعين عاما التي حكموا فيها البلاد منذ الاستقلال عن فرنسا عام 1960. ورأى ناخبون كثيرون واد الآن على أنه مثال آخر لزعيم افريقي مكث طويلا في الحكم ويسعى للتشبث بالسلطة. ويشمل برنامج سال إصلاحا لقطاع الطاقة وتجديد الجهود الرامية إلى إنهاء تمرد في منطقة كازامانس بجنوب البلاد والتي كانت منطقة جذب سياحي في الماضي. ويأمل سال أيضا في اجتذاب الناخبين بوعد بخفض الضرائب على السلع الأساسية مثل الأرز في بلد يعني فيه ارتفاع أسعار الغذاء إنفاق بعض المنازل نصف دخلها لضمان وجبة يومية من الأرز.