طرابلس:- قال مسئولون في الحكومة الليبية المؤقتة يوم الجمعة إن تحرير ليبيا سيعلنه يوم السبت رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل في مدينة بنغازي مهد الثورة التي أطاحت بمعمر القذافي، وليس في العاصمة طرابلس، بينما كشف حلف شمال الأطلسي عن تفاصيل الغارة التي استهدفت قافلة من المدرعات كانت تحمل القذافي وأنصاره. ومن شأن إعلان تحرير ليبيا أن يمثل خطوة رسمية لنقل السلطات المؤقتة من بنغازي العاصمة الثانية في الشرق إلى طرابلس العاصمة في الغرب. وكان الاختيار بين بنغازي وطرابلس كمكان لصدور الإعلان محل جدل وتكهنات منذ مقتل القذافي يوم الخميس. ويقول بعض المحللين إن نزاعات إقليمية قديمة في البلاد التي لم يوحدها سوى الاستعمار الإيطالي في ثلاثينات القرن الماضي هي جزء من انقسامات معقدة بعضها قبلي وبعضها عرقي وغيرها من الممكن أن تعرقل العودة إلى الاستقرار. وبدأت الاحتجاجات ضد حكم القذافي في بنغازي في فبراير وواجهتها قوات الأمن الليبية بوحشية. وأدى ذلك إلى اتساع الاضطرابات وانتشارها في مناطق أخرى في البلاد. الناتو قصف 11 عربة في قافلة كانت تقل القذافي من جانبه، قال حلف شمال الأطلسي في بيان إن طائرات تابعة له قصفت 11 مركبة كانت ضمن قافلة من المدرعات تسير بسرعة حاملة معمر القذافي خارج مسقط رأسه في سرت يوم الخميس لكن الحلف لم يكن يعرف في هذا الوقت أن القذافي كان بين من تقلهم القافلة. وتشير رواية الناتو عن الغارة الجوية التي أدت إلى القبض على القذافي ومقتله إلى أن القافلة التي فر فيها الزعيم السابق كانت أكبر كثيرا وأن عددا أكبر من العربات تعرض للقصف عما أعلن من قبل. وقال بيان الحلف إن طائرات تابعة لحلف شمال الأطلسي قصفت 11 مركبة عسكرية تابعة للقذافي كانت ضمن قافلة تضم نحو 75 مركبة تناور حول سرت. وقال البيان "هذه العربات المسلحة كانت تغادر سرت بسرعة وكانت تحاول العبور بالقوة عند مشارف المدينة. "كانت العربات تحمل كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة التي تمثل تهديدا كبيرا للسكان المدنيين. واشتبكت طائرة تابعة لحلف شمال الأطلسي مع القافلة للحد من التهديد". وقال الحلف في البداية إن مركبة واحدة دمرت وهو ما أدى إلى تعطل القافلة وتفرق العديد من المركبات وتغييرها لمسارها. وأضاف بيان الحلف "بعد التفرق واصلت مجموعة من نحو 20 مركبة بسرعة كبيرة للتقدم في اتجاه الجنوب نحو غرب سرت وظلت تمثل تهديدا كبيرا.. اشتبك حلف شمال الأطلسي مع هذه المركبات بطائرة أخرى. وأظهر تقدير بعد الضربة أن نحو 10 عربات موالية للقذافي قد دمرت أو تعطلت". وألقي القبض على القذافي حيا بعد الهجوم لكنه لفظ أنفاسه الاخيرة بين أيدي المقاتلين المعارضين له في ظروف ما زالت غير واضحة. وقال مسئول عسكري ليبي إن القذافي جرح في غارة الناتو قبل القبض عليه. وقال طبيب فحص جثته إن القذافي أصيب إصابة قاتلة برصاصة في أمعائه ورصاصة أخرى في رأسه. ولم يعط بيان حلف شمال الأطلسي تفاصيل عن الدول التي نفذت هذه الهجمات. لكن فرنسا قالت إن طائراتها عطلت القافلة بينما قال مسئول في الحلف إن طائرة أمريكية بدون طيار قامت بهجمات يوم الخميس. ودعا مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يوم الجمعة إلى إجراء تحقيق كامل في مقتل القذافي وأعرب عن مخاوفه من أن يكون الزعيم السابق أعدم بعد القبض عليه. روسيا: قتل القذافي انتهاك لاتفاقات جنيف من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن بلاده تعتقد أنه كان يتعين معاملة القذافي كأسير حرب بموجب اتفاقات جنيف وكان يتعين ألا يقتل مطالبا بتحقيق في موته. وقال لافروف في مقابلة إذاعية "يتعين أن نستند إلى الحقائق والقانون الدولي. وهي تقول إنه في الصراعات المسلحة يتعين تطبيق القواعد الإنسانية الدولية المنصوص عليها في اتفاقات جنيف". وقال لافروف "يقولون إن المشارك في صراع مسلح حين يؤسر يجب أن يعامل بطريقة معينة. وفي كل الأحوال يجب ألا يقتل أسير الحرب".