ودع فريق الكرة الأول بالنادي الأهلي دوري أبطال إفريقيا بعد تعادله مع ضيفه الترجي التونسي 1-1 في الجولة الأخيرة من منافسات المجموعة الثانية بدور ال 8 لدوري أبطال إفريقيا. وجاءت درامية الوداع للبطولة القارية التي عجز الأهلي عن استعادة لقبها المفقود منذ عام 2008، بعد خسارة الوداد المغربي أمام مضيفه مولودية الجزائر وتساويه مع الأهلي في رصيد 7 نقاط خلف الترجي المتصدر بعشر نقاط، إلا أن المواجهات المباشرة حسمت بطاقة التأهل لصالح الوداد الذي تعادل مع الأهلي في القاهرة 3-3 في غياب الجمهور، وتعادل أيضا في المغرب 1-1 وتفوق لتسجيله 3 أهداف في القاهرة. ولعل جمهور الأهلي الذي ساء الجميع صمته في الدقائق الأخيرة أدرك تماما كم أضر بفريقه في هذه البطولة وأدرك تأثير غيابه أمام الوداد في المباراة الافتتاحية للمجموعة. وينتظر الترجي الهلال السوداني أو القطن الكاميروني في نصف نهائي البطولة، فيما يلاقي الوداد المغربي إنيمبا النيجيري الذي حسم صدارة المجموعة الأولى منذ الجولة الخامسة في المباراة الثانية بنفس الدور. وبالعودة للمباراة فضل البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني للأهلي البدء بتشكيل مباراة الوداد السابقة باستثناء الدفع بعماد متعب بدلا من الموريتاني دومينيك دا سيلفا. وبدأ الأهلي اللقاء بتشكيل مكون من: أحمد عادل عبد المنعم، رامي ربيعة، محمد نجيب، وائل جمعة، أحمد فتحي، سيد معوض، حسام عاشور، محمد شوقي، محمد أبو تريكة، محمد ناجي جدو، عماد متعب. ووضحت خطورة الضيوف منذ الدقيقة الأولى بعدما أبعد أحمد عادل عبد المنعم تسديدة قوية من نيانج إلى ركنية لم تستغل، ولم يجد الأهلي حلولا للتراجع الدفاعي المنطقي لفريق الترجي أمام مرماه حفاظا على نقطة التأهل والاعتماد على الهجوم المرتد لخطف هدف يؤمن بطاقة نصف النهائي. وبمرور الوقت وضح توتر لاعبي الأهلي واستعجالهم للفوز وتسجيل الهدف الأول، وهو ما أعطى لاعبي الترجي ثقة في تناقل الكرة وتشكيل الخطورة على مرمى أحمد عادل رغم غياب نجم الوسط أسامة الدراجي وجلوسه على مقاعد البدلاء، إلا أن يوسف المساكني ووجدي بوعزي والكاميروني نيانج استطاعوا الضغط بقوة على وسط الأهلي الذي بدا فاقدا للتركيز. وفي الدقيقة 18 يباغت الكاميروني يايا بانانا الجميع بتسجيل هدف التقدم للترجي من رأسية ماكرة وجدت رد فعل بطئ نسبيا من الحارس أحمد عادل عبد المنعم، وأثبتت الإعادة التليفزيونية أن الهدف من تسلل واضح، وكأنها باتت عادة أن يودع الأهلي دوري الأبطال بهدف غير صحيح بعد لمسة يد إينرامو الشهيرة في نسخة العام الماضي بإياب قبل النهائي أمام الترجي أيضا. وفي الدقيقة 20 كاد الترجي أن يضاعف النتيجة بعد أن أرسل وجدي بوعزي عرضية في منتهى الخطورة فشل نيانج في تحويلها داخل الشباك وسط ارتباك غير مبرر للدفاع الأهلاوي. وفي الدقيقة 29 يدفع مانويل جوزيه بوليد سليمان بدلا من محمد نجيب بحثا عن حلول هجومية لاختراق دفاع الترجي، وأرسل وليد كرة ماكرة إلى محمد ناجي جدو الذي كان في وضعية تسلل. وأنقذ أحمد عادل الأهلي من تلقي الهدف الثاني بعدما أبعد تسديدة قوية من خالد القربي وتحولت الكرة إلى ركنية لم تستغل. وفي الدقيقة الأخيرة من عمر الشوط ينقذ معتز بن شريفية حارس الترجي مرماه من هدف محقق بعدما أبعد كرة ماكرة من وليد سليمان إلى ركنية. وفي الشوط الثاني يحاول الأهلي الضغط على لاعبي الترجي خاصة بعد العلم بتقدم المولودية على الوداد، وهو ما يعني أن الفريق بحاجة إلى الفوز فقط وليس بفارق هدفين من أجل التأهل. وينجح محمد أبو تريكة في معادلة النتيجة بضربة رأس رائعة من ركنية نفذها وليد سليمان لتشتعل المدرجات، ويدفع جوزيه بمحمد فضل بدلا من محمد ناجي جدو في محاولة لاصطياد كرة عرضية وتسجيل هدف الفوز. ويعد الهدف يلجأ لاعبو الترجي إلى تهدئة اللعب وامتلاك الكرة في وسط المعلب لأطول وقت ممكن من أجل زيادة الضغط النفسي على لاعبي الأهلي وهو ما نجحوا فيه تماما. ويدفع جوزيه بالورقة الأخيرة وينزل دومينيك بدلا من محمد أبو تريكة في تغيير غريب من الداهية البرتغالي، ويستمر سعي الأهلي لاختراق دفاع الترجي بكل الطرق دون جدوى. وأظهر لاعبو الأهلي سلبية غير معهودة في الأوقات الحرجة من اللقاء رغم الفرصة الأكيدة التي ضاعت من محمد فضل الذي لعب رأسية قوية أبعدها وليد الهيشري من على خط المرمى قبل أن تعلب الكرة مرة أخرى ويحولها دومينيك برأسه جانب القائم بسنتيمترات قليلة. ويسدد عاشور في الوقت المحتسب بدلا من الضائع تسديدة يأس وكأنه يتخلص من الكرة، وتظهر خبرة لاعبي الترجي في استهلاك الوقت المتبقي بتناقل الكرة إلى أن يطلق السوداني غير الموفق في الدقائق الأخيرة خالد عبد الرحمن صافرته معلنا تأهلا مستحقا للترجي ووداعا دراميا يدعو الجميع داخل الأهلي لإعادة النظر من أجل استعادة اللقب المفقود في النسخة المقبلة.