القاهرة : - كشفت صحيفة الشروق الجزائرية اليومية واسعة الانتشار فى عددها الصادر صباح اليوم الاحد نقلا عن مصادرها بالقاهرة أن رموز النظام البائد ونجلي الرئيس المخلوع حسني مبارك أقاما حفلة سمر يوم الخميس الماضي من وقت الإفطار حتى السحور، وقامت إدارة السجن بفتح الزنازين لكافة رموز النظام وعلاء وجمال مبارك وإقامة مائدة كبيرة التف حولها كافة أعضاء وقيادات الحكومة السابقة . وذكرت الصحيفة ان الذي أعد الحفل وأشرف على إتمامه هو رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى - المتهم في قضية قتل سوزان تميم - أو ما يطلق عليه عمدة السجن وأنه قام بإحضار ما لذ وطاب من الأطعمة وأنواع الفاكهة المختلفة لكافة المدوعين، وذلك بالتنسيق مع مأمور السجن الذي حضر حفل الإفطار الخاص بحكومة طرة، واستمر الحفل حتى الساعات الأولى من الفجر بينما ظل بقية السجناء من العامة والدهماء والجنائيين داخل زنازينهم. وقالت الشروق - وفقا لما نشرته جريدة الفجر - أن حفل الإفطار الذي أقامه هشام طلعت مصطفى داخل السجن كان يهدف من خلاله بث روح السعادة في نفس أعضاء الحكومة السابقة بعدما عانى الكثير منهم من حالات الاكتئاب الشديد داخل السجن،وأشارت إلى أن بعد قيام أعضاء حكومة طرة بالإفطار وتبادل الضحكات والدردشة توجه البعض لأداء صلاتي المغرب والعشاء بينما بقي آخرين ليستمتعوا بمشاهدة التلفاز ومتابعة آخر المسلسلات الرمضانية، إضافة إلى متابعة آخر التطورات الإخبارية على مستوى الأحداث العامة.،ولفتت المصادر للشروق إلى أن علاء مبارك دار بينه وبين رئيس مجلس الشعب السابق أحمد فتحي سرور حوارا ثنائيا بينما كان جمال يتحدث مع هشام طلعت ومساح فهمي وزير البترول السابق.، وأوضحت المصادر للشروق أن الحوار الذي دار بين علاء مبارك وفتحي سرور كان حول عدد من الاستشارات القانونية حول تطورات القضية الخاصة بقتل المتظاهرين ومدى كفاءة المحامين في إظهار براءته هو وشقيقه جمال والرئيس السابق من قضية المتظاهرين. ،وبينت المصادر أن سرور طمأن علاء مبارك في إمكانية تبرئتهم في قضية قتل المتظاهرين، حيث أن كل الأدلة لا يمكن ثبوتها من حيث أن من قتل من المتظاهرين في التحرير تم قنصهم من خلال أسلحة وذخيرة أجنبية، أما من قتلوا عند أقسام الشرطة فهم راحو بسبب أن الضباط كانوا في حالة الدفاع عن النفس، إضافة إلى أن المحامين طعنوا في الحبر المدوّن بدفاتر الأمن المركزي الذي فيه أمر التحرك وضرب المتظاهرين.،وأوضحت المصادر أن علاء أكد لسرور أنه مطمأن للغاية في سير القضية وظهور براءتهم منذ يوم المحاكمة، وأن حالة الطمأنينة كانت تظهر عليه هو وجمال أثناء خروجهما من المحاكمة والابتسامات تعلو وجههما إضافة إلى ترحيب ضباط الترحيلات بهما وتهنئتهما مقدما بالبراءة. ومن جانب آخر، لفتت المصادر للشروق إلى أن الحديث الذي دار بين هشام طلعت وجمال مبارك وسامح فهمي تناول عدد من القضايا الخاصة بملفات ممتلكاتهم وعقد صفقات جديدة بينهم وتسوية أوضاعهم المالية حتى يكونوا فوق أي اتهامات، موضحة أن الثلاثي كان يدرس تلك الأمور من خلال عدة مستندات وعقود تم التوقيع عليها أثناء الجلسة، وأن هذه المستندات تم نقلها عن طريق مأمور السجن الذي تسلمها من محامي المتهمين الذين سربوا هذه العقود والتنازلات للإمضاء عليها داخل السجن بتواريخ سابقة، لأن المتهمين داخل السجن فاقدوا الأهلية، ولا يجوز قانونا إجراء تلك العمليات وهم داخل السجن. وعلى صعيد آخر، دار حديث ثنائي بين وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي ومأمور السجن العقيد أحمد عبد الرازق الذي حاول طمأنة العادلي وتهدئته وفق ما أكدته المصادر- وأن مأمور السجن كان يردد دائما قوله للعادلي: "ربنا معاك يا باشا .. وتحت أمر معاليك يا باشا"،وقد تسبب حفل الإفطار وسهرة حكومة طرة في الإطاحة بمأمور السجن العقيد أحمد عبد الرازق هو وطاقمه بعد أن سرب عدد من ضباط السجن تقارير ضده وعن سلوكه مع رموز النظام السابق وحسن تدليلهم ورعايتهم، فأسرع اللواء محمد نجيب مساعد الوزير لقطاع السجون بمحادثة مأمور السجن هاتفيا وقام بتوبيخه بشدة، ورفع الأمر إلى وزير الداخلية اللواء منصور العيسوي الذي أكد ورود معلومات إليه كثيرا حول سلوك مأمور السجن وأصدر العيسوي قرارا فوريا بنقل العقيد عبد الرازق إلى إدارة الترحيلات بقطاع السجون ووضعه تحت المراقبة وإبعاده عن الاتصال برموز النظام السابق وإبعاده عن عمليات ترحيل رموز النظام السابق في منصبه الجديد. وجدير بالذكر أن وزير الداخلية قد أصدر من قبل قرارا تحذيريا للضباط المسؤولين عن ترحيل وحراسة اللواء حبيب العادلي، وزير الداخلية الأسبق، و6 من مساعديه السابقين، بعدم تقديم التحية لأي منهم أو تمييزهم عن باقي المتهمين في القضايا المختلفة، وأن تلك التحذيرات تأتي على خلفية تقديم 3 ضباط التحية للعادلي وجمال مبارك، أثناء محاكمة رموز النظام السابق، في قضايا قتل المتظاهرين والإضرار بالمال العام، وهو ما بدا وكأنهما لايزالان في السلطة، ما أثار غضب البعض.،وكشفت المصادر عن أن عيسوي تلقى ردود فعل غاضبة من جانب مجلس الوزراء، بسبب ما بدر من الضباط، ورد خلال اجتماع المجلس الذي ترأسه الدكتور عصام شرف، الخميس، بأنه هدد الضباط الذين أشرفوا على ترحيل "علاء وجمال مبارك" وحبيب العادلي وكبار معاونيه السابقين، من سجن طرة إلى قاعة المحكمة، بإحالتهم إلى جهات التحقيق بالوزارة، إذا تكررت تأديتهم التحية للمتهمين.