أكد الناشط إبراهيم الهضيبي العضو السابق بجماعة الإخوان المسلمين خلال مؤتمر" تحديات التحول الديمقراطى فى مصر خلال المرحلة الراهنة" أن طبيعة الإخوان المحافِظة تتفق مع الجيش، إضافة إلى اتفاقهما حول الأهداف الموحدة فى المرحلة الانتقالية. وأضاف الهضيبى أن جماعة الإخوان المسلمين لن تسطيع إعداد دستور جديد للبلاد، وأن كل ما يهمها هو الإبقاء على المادة الثانية التى تقول " إن الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع". وأشار الهضيبى إلى أن الإخوان محافظون غير ثوريين، كما أنهم ليس لديهم مشروع دستور يتفق مع طبيعة المرحلة الراهنة، منوها بأن صبحي صالح عضو الجماعة لعب دورا وصفه بالمعدوم أثناء عضويته فى لجنة تعديل الدستور التى شكلها المجلس. ولفت الهضيبى إلي أن القيادات داخل الجماعة غير قادرة علي تجاوز أزمة الانقسام الحاصل بينهم حول طبيعة المجال العام، غير أنهم مُجمِعون على خمسة محاور وهي: شمولية الإسلام والوصول للسلطة والتعددية ورفض العنف ودعم الحركات المقاومة. فى المقابل أعرب الدكتور محمد نور فرحات - الفقيه الدستورى - تخوفه من بعض الشبهات التى تطال التيارات الإسلامية لأنها تسعى إلى الاستيلاء خلال شهور قليلة على الدولة من خلال الانتخابات ووضع الدستور؛ وذلك بمباركة أمريكية - على حد قوله. وأرجع فرحات تصوره إلى تصريحات جماعة الإخوان بشكل خاص خلال الفترة الأخيرة التى توضح رغبتهم فى إعادة النظر فى القواعد القانونية لأن فيها ما هو مخالف للشريعة، لافتا إلى رفضهم بشكل قاطع لوضع "الدستور أولا" وتأجيل الانتخابات والمبادئ الحاكمة للدستور وللجنة التأسيسية لوضعه؛ الأمر الذى يوضح رغبتها فى الانفراد بوضع الدستور، فضلا عن العودة بدولة مصرية "مسعودة" فى إشارة إلى السعودية. من جانبه انتقد الدكتور حازم حسني أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية عدم وضوح جماعة الإخوان المسلمين بشأن الرغبة فى عودة الخلافة الإسلامية، موضحا أن حسن البنا مؤسس الجماعة أنشأ الحركة استلهاما من الفاشية ورغبة موسيلينى فى استعادة الأمبراطورية الرومانية. وأكد حسنى أن خطاب جماعة الإخوان المسلمين لم يتغير بعد الثورة، مشيرا إلى أن خطابها يحمل نوعا من الاستعلاء. فى المقابل قال الدكتور عمار على حسن الباحث في علم الاجتماع السياسي إن جماعة الإخوان المسلمين تغيرت فى أدائها السياسى منذ تحالفها مع حزب الوفد سنة 1984 إلى الآن، مراهنا على الممارسة السياسية التى تتميز بالمواءمات والمصالح والحلول الوسطية كالإخوان والسلفيين أو ما وصفها بالوهابية المصرية والجماعة الإسلامية لتهذيب الممارسات السياسية لما أطلق عليه التيار المحافظ. واتفق معه أسامة الغزالى حرب - رئيس حزب الجبهة الديمقراطية - مؤكدا أن حجم جماعة الإخوان المسلمين الذى تظهر به وتصوره القوى السياسية لا يتسق مع الحقيقة.. قائلا "لا شك أن القوة الإسلامية حقيقة وأساسية ومهمة فى الحياة السياسية المصرية؛ فهى شاركت فى الثورة منذ اليوم الأول". وأشار حرب إلى أن العديد من القوى والجماعات الإسلامية كانت قوى لا عَلاقة لها بالسياسية، لكن نتيجة الانفتاح بدأت تشعر بذاتها، مشددا على أن قضية التيارات الإسلامية والديمقراطية ستأخذ حجمها الطبيعى مع الوقت خاصة حين تأخذ باقى القوى الفرصة لتبلور أفكارها.