القاهرة : - كانت لحظة فارقة .. وهى مشاهدة صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى السابق وهو فى طريقه الى السجن .. فقد تجمع ما يزيد عن 100 شخص أمام مبنى وزارة العدل في انتطار تنفيذ قرار رئيس جهاز الكسب غير المشروع وترحيله إلى سجن طره . وبمجرد خروج صفوت - وفقا لما نشرته جريدة الاهرام - وشاهده الناس ظلوا يهتفون ضده ويتهمونه بإفساد الحياة السياسية في مصر، وحرص كل الحضور على تصويره بموبايلاتهم، ولم يكن أمام الشريف حلا سوى أنه خلع "جاكيت بدلته" ووضعه فوق رأسه حتى لا يراه أحد ولا يتمكن أي مصور من التقاط أي صورة له، وقام رجال الشرطة الذين أحاطوا به بكثافه بإدخاله في سيارة الترحيلات ودخل معه 4 جنود لحراسته . وبدأت السيارة تتحرك إلى ليمان طره، وتحرك خلفها سيارتا شرطه بها عدد كبير من الضابط لتأمين عملية الترحيل، الغريب أن الأشخاص الذين كانوا يهتفون ضد صفوت لم يكتفوا بذلك، بل انطلقوا بسياراتهم خلف سيارة الترحيلات وظلوا يطلقون أبواق سياراتهم إحتفالا بحبس صفوت الشريف الشهير ب"موافي" وكأنهم يزفون عريسا في ليلة دخلته، يذكر أن "موافي" هو الإسم الذي كان يعرف به عندما كان ضابطا بجهاز المخابرات العامه. جدير بالذكر أن الشريف كان قد قدم بعض المستندات في التحقيق الذي جري معه التي تثبت ملكيته عددًا من الممتلكات العقارية من الفيلات والقصور والعقارات والأراضي، نافيًا تحقيقه كسبًا غير مشروع. ، ومن المنتظر تشكيل لجنة فنية من الخبراء لفحص المستندات التي قدمها الشريف، ومطابقتها على الأملاك المسجلة باسمه . وكان الشريف قد وصل إلى مقر التحقيقات داخل سيارته المرسيدس السوداء برفقة محاميه إلى مقر مبنى وزارة العدل فى تمام الساعة العاشرة صباح اليوم، وكان يبدو عليه الإرهاق الشديد ودخل إلى وزارة العدل من البوابة الخلفية واستقل مصعد الوزارة المخصص لكبار المسئولين إلى الطابق السابع وسط حراسة مشددة لمنع الإعلاميين وكاميرات التصوير من التقاط الصور له ، وبدأت جلسة التحقيق معه أمام المستشار صفوت درة عضو لجنة الفحص بالجهاز، والذى واجه الشريف بالتقارير التى أعدتها الجهات الرقابية ووحدة مكافحة الكسب غير المشروع بمباحث الأموال العامة حول تضخم ثروته هو وزوجته وأولاده أشرف وإيهاب، والتى جاء فيها امتلاكهم 4 فيلات بالتجمع الخامس، واحدة باسم زوجته، وأخرى باسم إيهاب وثانية باسم أشرف ورابعة باسم الابنة علاوة على 3 شقق فندقية ببورتو السخنة باسماء أبنائه ، فى السياق نفسه واجهته لجنة الفحص أيضا بتهمة تقديم إقرار الذمة المالية له عن نهاية الخدمة، وإقرارات الذمة المالية الدورية السنوية بالمخالفة للواقع، ووجود تضخم كبير فى ثروات أبنائه، إلا أنه نفى أيضا تلك الاتهامات، مشيرا إلى أن البلاغات التى قدمت ضده تستهدف النيل منه، والطعن فى ذمته المالية مشددا على أنه لم يتربح أو يستغل منصبه السياسى أو الوظيفى فى تكوين الثروة التى يمتلكها . كما سأل المحقق صفوت الشريف عن الهدايا الثمينة التي تتجاوز قيمة الهدية الواحدة منها نصف مليون جنيه، والتي حصل عليها من مؤسسات صحفية وإعلامية وإعلانية ومن مسئولين ورؤساء وملوك دول عربية، كما حصل علي هدايا بمئات الآلاف من الجنيهات في الاحتفالات بعيد الأم ، وقد تلعثم صفوت الشريف في الرد علي اسئلة المحقق وظل متمسكا بان مصادر دخله هي التي تم ذكرها في اقرار ذمته المالية ونفي تلقيه لهدايا ثمينة، ?كما أكد ان الخصومات التي كان يحصل عليها علي السيارات من المؤسسات الصحفية يتم منحها لأبناء المؤسسات الصحفية،وحول هدايا لملوك والرؤساء أكد انها كانت في إطار بروتوكول أثناء ممارسته لعمله الرسمي . وبعد 12 ساعة تحقيقات - ربما كانت الأطول فى تاريخ الجهاز - أنضم صفوت الشريف إلي مشاهير نزلاء سجن مزرعة طرة هذه الأيام أزهى عصوره بعد أن صار سجناً للسوبر ستار من حكام مصر في عهد الرئيس السابق حسني مبارك ومشاهيرها ، وبخلاف هشام طلعت مصطفى، رجل الأعمال والمتهم بقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم، موجود هناك أيضاً رئيس الوزراء الأسبق أحمد نظيف ووزير الإسكان الأسبق محمد ابراهيم سليمان والملياردير أحمد عز ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي ووزير السياحة الأسبق زهير جرانة ووزير الإسكان الأسبق أحمد المغربي .. ورئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق زكريا عزمي.
