أعلن رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل رفض الثوار لمبادرة الاتحاد الإفريقي لحل الأزمة في البلاد ولأي وساطة لا تتضمن رحيل معمر القذافي وأبنائه. واكد عبد الجليل في مؤتمر صحفي في بنغازي أن القذافي نفسه "ضرب عرض الحائط" بهذه المبادرة بعد ان طرحت للمرة الأولى الشهر الماضي "من خلال الاستمرار في "قصف المدنيين بالطائرات والراجمات ومحاصرة المدن". واضاف "ومن ثم فان هذه المبادرة التي طرحت قد تجاوزها الزمن". يأتي هذا فيما يبدو ان الحسم العسكري للازمة في ليبيا ما زال بعيدا رغم مرور نحو ثلاثة أسابيع على بدء الغارات الجوية الأطلسية على القوات الموالية للقذافي. فالاتحاد الأفريقي أطلق مبادرة لحل الأزمة وافق عليها القذافي لكن الثوار رفضوها باعتبارها لم تنص على تنحي القذافي عن السلطة. من جهة اخرى, قال قائد اركان سلاح الجو الفرنسي الجنرال جان بول بالوميروس انه يتوقع "خوض عمليات طويلة الامد" في ليبيا وذلك لدى زيارته قاعدة سولينزارا الجوية في كورسيكا. واكد الجنرال "لم يتم حل اي ازمة معاصرة مؤخرا على امد قصير. نحن ازاء تتابع ازمات لديها جميعها اسبابا عميقة نسبيا. ولذلك لا ينبغي ان نامل في تسويتها بعصا سحرية". واعتبر ان "القوة الجوية عامل محدد" في مسرح المعارك في ليبيا غير انها لا يمكن "ان تحل بمفردها ازمة كبيرة". واضاف "نحن لسنا الا اداة في الترسانة التي تملكها المجموعة الدولية". واقر الجنرال الفرنسي بان مهمات الطيارين "صعبة ومعقدة" خصوصا بسبب تحرك القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي التي اصبحت تستخدم بشكل متزايد العربات الخفيفة. واكد بالوميروس "الاحترام التام" لقرار مجلس الامن رقم 1973. وقال انه حين تكون هناك شكوك "نفضل عدم الضرب والتسبب عند الضرورة باضرار جانبية" موضحا انه "في مثل هذه النزاعات لا يمكن البتة تفادي الهفوات". ودعا الى تنسيق افضل بين الحلف الاطلسي والمتمردين الليبيين وذلك بهدف تحقيق الاهداف واولها "انقاذ الارواح وحماية السكان الليبيين". وبحسب الجنرال الفرنسي فان القذافي "فقد مصداقيته لدى الراي العام ولكن ايضا لدى المجتمع الدولي. انه بالتاكيد ليس على حق" مضيفا "نحن الذراع العسكرية للضمير العالمي الذي يقول +كفى لن نسمح بتكرار هذا ابدا+". وتتمركز نحو 20 طائرة من نوع رافال وميراج في قاعدة سولينزارا على الساحل الشرقي لجزيرة كورسيكا من حيث يتم تنفيذ عمليات يومية منذ 19 آذار/مارس الماضي.