تشهد مواقع الفيسبوك والانترنت السورية حراكا غير اعتيادي هذه الايام حيث يدعو المشاركون للخروج الى ما يقولون عنها ثورة 15 اذار 2011 السورية، ويعتقد ان اكثر من 30 الف شخص شارك في النقاشات التي توجه انتقادات للنظام السوري، ويزعم بعضها دعم دمشق للنظام الليبي، فيما يتراشق المشاركون الاتهامات. ودعا المشاركون الى صلوات وابتهالات وصيام لانجاح الثورة، ويستند المعلقون على تقارير تنشر في موقع 'سوريون نت' و'سورية الحرة' وتقارير اجنبية تنشر في الصحف والمجلات، وانتقد العديدون ما تحدث به مفتي مدينة حلب الشيخ محمود عكام عن ضرورة اصلاح النظام السوري وليس تغييره. واعتبر مراقبون كثيرون في سورية أن تصريحات عكام لم تكن لتحدث بدون دفع وتوجه من النظام السوري الذي يخشى تحرك الشارع السوري خصوصا مع تحرك الشارع العربي ومظاهرة الحريقة ومظاهر التململ السورية الأخرى. وكشف عن قيام النظام في سورية الى اجراء استطلاع لرأي الشارع السوري حول الثورات والانتفاضات العربية وهو ما يراه المراقبون تخوفا من النظام السوري من انعكاس الثورات العربية على الشارع السوري، وجاءت محاولات النظام السوري بعد ان تلقى موقع 'الثورة السورية ضد بشار أسد' أكثر من تسعة وعشرين ألف متضامن مع الصفحة التي تدعو إلى يوم غضب يوم الخامس عشر من شهر آذار (مارس) المقبل. وكان عكام قد اصدر بيانا جاء فيه: 'أيتها الشعوب الثائرة، هلا استبدلتِ بشعارك 'الشعب يريد إسقاط النظام' شعاراً يقول: 'الشعب يريد إصلاح النظام'، لأن 'الكل' لا يريد إسقاط بعضه إذا كان بعضه فاسداً بل يسعى إلى إصلاحه ما استطاع إلى ذلك سبيلاً بالحكمة والحسنى والمنطق الحازم واللغة الواضحة'. وقال ' فإذا ما أراد الشعب إسقاط النظام، وإذا ما أراد النظام إسقاط الشعب فالمعادلة آئنذ معادلة عداوة بينية، فلا هذا بقادر أن يكون وحده، ولا ذاك كذلك، وكوني على يقين أيتها الشعوب أن المستكبر الذي يقف معك اليوم وقف مع النظام بالأمس، وسيقف مع سواك في الغد، ومعاييره في الدَّعم مصالحه ومنافعه التي لا تمت إلى مصالحك ومنافعك إلا بالرسم والاسم'(..). وهاجم المشاركون في التعليقات مواقف الشيخ واستخدموا لغة جارحة، وربط بعضهم لغة الشيخ بلغة وعاظ السلاطين التي اصبحت واضحة في موقفها من الثورات العربية خاصة ان حرب الفتاوى تستعر في عدد من الدول العربية خاصة السعودية بين مشايخ الدولة ومعارضيها حول اباحة او حرمة التظاهر ضد 'ولي الامر'. وتهجم البعض على ممثلي المؤسسة الدينية في السابق واللاحق ومنهم علماء مشهود لهم بالمعرفة. اعتقال 25 طفلا واضافة الى نقد النظام وفتاوى مشايخه تغص المواقع والاحاديث بعدد من الحكايات والقصص التي تظهر وصول ربيع الثورات العربية الى سورية فقد اورد موقع 'سوريون نت' ان محافظة درعا شهدت قبل ايام حملة اعتقالات واسعة شملت 25 طفلاً كلهم في الصف الرابع الابتدائي وذلك على خلفية هتافهم أثناء الفرصة خلال الدوام المدرسي بعبارة الشعب يريد إسقاط النظام. وتم التحفظ عليهم في فرع الأمن العسكري في محافظة درعا'لمدة يومين قبل أن يتم نقلهم إلى فرع الأمن العسكري في محافظة السويداء لينتهي المطاف بهم في أقبية فرع فلسطين سيىء الصيت بدمشق ولا يزالون هناك حسب لموقع. ومن اجل منع استهداف وتشويه صور الرئيس نشر الموقع نفسه خبرا مفاده ان قراراً أمنياً صدر منذ عدة أيام يقضي بإزالة صور بشار الأسد الكبيرة والموجودة عند مداخل دوائر الدولة في المحافظات تدريجياً، حيث تمت إزالة صورة كبيرة للرئيس من أمام جريدة الثورة في دوار كفر سوسةبدمشق وأخرى لبشار وابيه حافظ من واجهة الأمن الجنائي، فيما بقيت صورتان متوسطتان لبشار عند مداخل فرع أمن الدولة المجاور لدوار كفرسوسة. كذلك يجري تنفيذ القرار على كافة مستوى الدوائر الحكومية والمرافق العامة خوفاً من تشويهها على يد الشباب السوري الذي زاد من وتيرة الشعارات المناوئة للنظام على الجدران في مختلف المحافظات وبالأخص دمشق. ومن اجل منع تشويه الصور وكتابة الشعارات على المباني الحكومية طلب من الحراس والدوائر الحكومية التناوب ضمن ورديات حراسة ليلية لحماية جدران هذه الدوائر من الكتابة عليها، وتطوف دوريات أمنية على المحال التجارية بدمشق لتسأل أصحابها إن كان لديهم كاميرات لمراقبة الشارع المجاور للدكان بحجة وجود أشخاص يضعون مناشير مناهضة للنظام في هذا الشارع أو ذاك.