تكريماً لدوره الفعال في إشعال شرارة الثورة التونسية، قرر المنتج التونسي الشهير طارق بن عمار انه يحضر لفيلم روائي طويل عن حياة الشاب التونسي محمد البوعزيزي؛ الذي اشعل النيران في نفسه اعتراضاً على اوضاع معيشته بشكل خاص واوضاع تونس بشكل عام في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وقال المنتج: "من المتوقع أن أباشر تصوير الفيلم مطلع شهرمايو المقبل في عدة مدن تونسية من بينها منطقة سيدي بوزيد الواقعة على بعد 265 كلم من العاصمة تونس في وسط غرب البلاد، مسقط رأس هذا البائع المتجول الشاب، وقد شرعت في تحضير سيناريو الفيلم، الذي سيخرجه التونسي محمد زرن لاني ارى انه من الأفضل أن يتحدث عنه أبناء جلدته". وعن تفاصيل الفيلم، قال بن عمار: "يتمحور الفيلم حول مسار حياة هذا الشاب التونسي -26 عاماً- الذي كان مواطنا بسيطا عاديا وتحول لروح وسفير تونس وشعبها الذي ربما لم يكن يتوقع أن يصير يوما ضميرها الحي ويرفع راية بلاده عالية". وأضاف بن عمار: "كذلك سيتناول العمل لحظة إقدام بوعزيزي يوم 17 ديسمبر على سكب البنزين على جسمه في حركة احتجاجية على الظلم الذي سلط عليه عند إهانته، ومنعه من إيصال شكواه إلى المسؤولين في المنطقة إثر مصادرة البضاعة التي كان يبيعها على عربته لعدم امتلاكه التراخيص اللازمة". وتابع قائلاً: "عائد الفيلم سيخصص لاهل بوعزيزي، ونريد ان يكون الفيلم في حجم هذه التضحية حتى يظل اسم محمد البوعزيزي عالقا في الأذهان مدى الدهر، وثورة تونس راسخة في ذاكرة أولادنا، وكذلك العالم على مر الأجيال والسنين". وعلى الجانب الآخر، قررعمدة العاصمة الفرنسية باريس بيرتراند ديلانو تكريم بوعزيزي من خلال إقامة تمثال تذكاري له، الى جانب إنه ينوي إطلاق اسم "البوعزيزي" على أحد الميادين الباريسية. وأكد عمدة باريس ان قيامه بتكريم هذا الشاب جاء من منطلق انه رمز لكفاح تونس من أجل الديمقراطية والعدالة والحرية التي تحترمها وتقدرها باريس دائماً. جدير بالذكر ان انتحارَ البوعزيزي يوم 17 ديسمبر أطلق ثورة تونسية، أطلق عليها العالم اسم "ثورة الياسمين"، واستمرت لأكثر من 27 يوما، انتهت بهروب الرئيس التونسي زين العابدين بن علي إلى المملكة العربية السعودية.