أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل تخلي بلاده عن الجهود الوساط في لبنان وقال إن الوضع هناك خطير. وأضاف الفيصل في مقابلة مع قناة العربية أن العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز قرر عدم المضي قدما في مبادرته مع الرئيس السوري بشار الأسد لحل الأزمة. وقال إن الاتصال كان مباشرا بين الزعيمين وإن الملك عبد الله "رفع يده عن هذا الاتصال". واعتبر الوزير السعودي أنه "إذا وصلت الامور الى الانفصال, وتقسيم لبنان, انتهى لبنان كدولة تحتوي على هذا النمط من التعايش السلمي بين الاديان والقوميات والفئات المختلفة". وكانت الحكومة السعودية قد حذرت القوى السياسية في لبنان من مخاطر حصول فتنة واضطرابات بعد سقوط الحكومة وتأتي تصريحات الوزير السعودي بعد تسلم قاضي الإجراءات التمهيدية بالمحكمة الدولية الخاصة قرار الاتهام الذي أعده المدعي العام في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. ويخشى مراقبون من أن يتحول التوتر السياسي إلى أمني خاصة وانه من المتوقع أن يتضمن قرار الاتهام أسماء عناصر من حزب الله. وكانت القوى اللبنانية قد تبادلت الاتهامات بالمسؤولية عن فشل الوساطة السورية السعودية. من جهة أخرى بحث الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله مع وزيري خارجية قطر حمد بن جاسم آل ثاني وتركيا احمد داود اوغلو "الحلول المطروحة" للازمة السياسية في لبنان. وقال بيان للحزب إن المناقشات تناولت " الأزمة السياسية الراهنة في لبنان وخصوصا موضوعي المحكمة الدولية والحكومة الجديدة, وتم استعراض للافكار والحلول المطروحة". وطالب الحزب بسحب القضاة اللبنانيين وسحب التمويل اللبناني لها، وأدى رفض زعيم تيار المستقبل سعد الحريري لهذه المطالب الى استقالة 11 وزيرا من حزب الله وحلفائه الاسبوع الماضي ما أدى إلى انهيار الحكومة وتكليف الحريري برئاسة حكومة تصريف أعمالوتستعد البلاد لبدء استشارات نيابية الاثنين المقبل لتسمية رئيس حكومة جديد. وتتولى المحكمة الدولية، التي أُنشئت في عام 2007، بطلب من لبنان بموجب قرار من الأممالمتحدة، محاكمة المسؤولين عن اغتيال الحريري و22 شخصا آخرين لقوا حتفهم معه جرَّاء تفجير شاحنة مفخخة وسط بيروت في 14 شباط/فبراير 2005.