في رد فعل سريع لحادث التفجير الإرهابي الذي شهدته محافظة الإسكندرية عشية ليلة رأس السنة، وأسفر عن سقوط العشرات من القتلى والجرحى معظمهم من المسيحيين، أعلنت هيئة الرقابة على المصنفات الفنية عن عدم موافقتها على سيناريو فيلم " لا مؤاخذة" الذي تدور أحداثه حول طفل مسيحي يدرس في احدى المدارس الحكومية لكنه يضطر لإبلاغ زملائه بأنه مسلم والتعامل معهم على هذا الأساس ليتمكن من التعايش معهم، وبررت الرقابة رفضها بأن العمل سيؤدى إلى زيادة الاحتقان بين المسلمين والأقباط لأنه يناسب الشريعة الإسلامية، لكنه يتعارض مع المسيحية وبررت الرقابة التي أكدت رفضها لكل صفحة من صفحات السيناريو؛ بأن الأوضاع الحالية قد لا تحتمل فكرة الفيلم التي وصفها مسئولو الرقابة بالجريئة . وفي المقابل، أكد مؤلف ومخرج الفيلم عمرو سلامة أنها فكرة صادقة ذات طابع إنساني بحت، لأنها تنطلق من عقلية طفل لا يملك أدوات تحليل الأشياء والأحداث التي تدور من حوله. عمرو يعيش حاليا في حالة نفسية سيئة، وذلك بعد رفض الرقابة للتظلم الذي قدمه مؤخرا من أجل اعادة البت في السيناريو المقدم لها، حيث أعلنت الرقابة رفضها للسيناريو والفكرة والموضوع نفسه، لكن عمرو سلامة أبدى مرونة، حيث أعرب عن استعداده لعمل محاولات أخرى لتمسكه بالفكرة. ولكن، ألا يجدر بنا أن نتوقف عن الصمت وتجاهل القضايا المجتمعية التي نعيشها يوميا، وأن نبدأ في مناقشتها بشكل حقيقي وصادق حتى تنتهي حالة الاحتقان والصمت الذي يعد بذاته نوعا من التواطؤ ضد مصلحتنا وأهدافنا التنموية كمجتمع يسعى للحاق بركب الحضارة الذي تخلف عنه كثيرا. المعروف أن عمرو سلامة أخرج فيلم "زي النهارده" الذي حقق نجاحاً كبيراً في تجربته السينمائية الأولى ، كما أنه قد انتهى منذ أيام قليلة من تصوير فيلمه الجديد "أسماء" الذي تقوم ببطولته الفنانة هند صبري.