إنسان أعطاه الله من علمه الدينى ما يفيض، ولديه قدرة كبيرة على الإقناع، بشوش، ويساهم بنسبة كبيره فى حل مشكلات الأسر المصرية قبل أن تؤدى بهم إلى الطلاق، أسلم على يده عدد كبير من الأجانب فى أمريكا يحاول إعطاء صورة حسنة المظهر عن الإسلام والمسلمين من خلال التعاليم الدينية التى جاءت فى كتاب الله وسنة رسولنا الكريم والتى يعلمها للأجانب المسلمين إنه الشيخ رمضان عبد المعز إمام المركز الإسلامى بنيويورك والذى كان معه هذا الحوار. وبحسب صحيفة اليوم السابع، بدأ الشيخ عبد المعز حديثه قائلا من المعروف أن الدين الرسمى للولايات المتحدةالأمريكية هو الدين المسيحى، وواقعيا الدين الثانى هناك هو الدين الاسلامى ولكن للأسف نظرا لإقامة ثلاثة أرباع المسلمين العرب بطريقه غير شرعيه فعددهم غير محسوب على الدولة لذلك لا يوجد تعداد صحيح يحصد عدد المسلمين فى أمريكا. والجالية الإسلامية هناك تنقسم إلى قسمين المسلمين العرب والمسلمين الأجانب، فإذا نظرنا إلى المسلمين الأجانب نجد أن الإسلام منتشر بصورة واسعة المدى، ففى نيويورك لا أكون مبالغا إذا قلنا فى مدينة مانهاتن إذا ذهب إليها أحد يوما ما وحان وقت الصلاة فسوف يجد مسجدا على بعد عشرة شوارع أو خمسة عشر شارعا بالكثير من مكانه بالإضافة إلى مسجد فى الأممالمتحدة وتقام فيه صلاة الجمعة، وبالنسبة لخطبة الجمعة ففى نيويورك - لأن أغلب شعبها غيرعربى - فتقام فيه خطبة الجمعة باللغة الانجليزية، أما فى نيوجيرسى - لأن أغلب شعبها عربى - فتقام خطبة الجمعة فيه باللغة العربية. مواطن أمريكي "كل يوم" يدخل الإسلام ولا ننكر أن المسلمين الأجانب هناك لهم الفضل الأكبر فى بناء هذه المساجد وانتشارها بهذه الصورة والإسلام يزداد انتشارا يوما بعد يوم، ففى رمضان الماضى فى مدينة مانهاتن كان كل يوم يأتى إلينا أخ جديد يدخل الإسلام وبعدها بفترة بسيطة يأتى ومعه عشرة على الأقل من أقاربه وأصدقائه للدخول معه فى الدين الاسلامى فأقدر شخص يمكن أن يجذب أقاربه إلى الدين الاسلامى هو من بنى جنسهم فهو يعتبر لسان قومه، وأكبر دليل على ذلك ما حدث فى مؤتمر عام 2004 - كان المركز الاسلامى هو الراعى الرسمى لهذا المؤتمر - وكان يوجد فيه عن كل ديانة سماويه نواب وجاء ليحضر المؤتمر شيخ الأزهر الحالى د.أحمد الطيب بصفته رئيسا لجامعة الأزهر فى ذلك الوقت وكان كل منا يتحدث عن دينه من خلال الوضع الحالى للمجتمع وانتشار الإرهاب بين الشعوب وموقف الإسلام من غيره من الأديان، وفجأه وجدنا رجلا أمريكيا مسلما يريد التحدث فقال (أنا رجل أمريكى كنت مسيحى وأسلمت وحفظت القرآن وأصبحت إمام جامع وأنا أستطيع أن أقول ما شاهدته من المسيحية وما شاهدته من الإسلام)، فهذا الشخص بكل تأكيد كان له تأثير كبير على الحاضرين وجذبهم إلى الدين الإسلامى. أحداث 11 سبتمبر عرفتهم بالدين الاسلامي وعن أسباب انتشار الدين الاسلامى بهذه الصورة فى أمريكا يقول الشيخ رمضان: أخشى أن يتخيل الناس أنى أذهب لكل بيت وأعرض عليه الإسلام لا يمكن أن أفعل ذلك ولكن بحكم خبرتى هناك يوجد سببان أساسيان لهذا الانتشار: أولا وهو العجيب أحداث 11 سبتمبر، فالجميع تخيلوا أن هذه الأحداث أثرت على إقبال الأجانب على الدين الاسلامى بل بالعكس كانت من أهم العوامل المساعدة لدخول الكثير إلى الإسلام - فالشعب الامريكى غير حكومته - فعموم الناس هناك لا يتحدثون فى السياسة ولكن بعد أحداث 11 سبتمبر بدأوا يسألون من فعل هذا بنا؟ فكانت الإجابة هى المسلمون وأنهم إرهابيون فسألوا عن الدين وعندما عرفوه اقتنعوا به ودخلوا فيه، فوجدوده دين وسطيه وسماحه ولست مبالغا عندما أقول أن الكتب الإسلامية والصحف المترجمة إلى اللغة الانجليزية نفذت من المكتبات فى هذه الفترة. هل تقوم أحد الجهات بإيذاء من يدخل الإسلام؟ لا، ولكن هناك بعض القلق والخوف من انتشار الإسلام فى أمريكا من قبل بعض الإدارات دون التعرض بأذى للشخص المسلم. ما هى الأسباب التى أدت إلى أخذ الغرب هذه الصورة السيئة عن الإسلام؟ هناك عدة أسباب ولكن من أهمها: 1. هناك طرف ثالث يريد أن تصل هذه الصورة المشوهه إلى الدول الأوربية!؟ وهذا الطرف مسيطر على أهم وسيلة من وسائل التواصل مع الآخرين وهى الإعلام، وكان يجب علينا أن يكون لنا دور قوى من خلال مساحات فى بعض القنوات أو قنوات خاصة بينا لتصحيح هذه الصورة. 2. الأقليات المسلمة الموجودة فى الدول الأجنبية أحيانا تقوم بتشويه صورة الإسلام، فنجد أحد المسلمين فى الخارج غير ملتزم وغير أمين فهذا كله يعطى صورة عنا للغرب والعكس صحيح إذا ظهرنا بصور مشرفة للإسلام فسوف تتغير هذه النظرة تماما. 3. لابد أن يكون للبعثات الدبلوماسية دور فيمكن على سبيل المثال التحاق أحد علماء الدين أو شيخ من ضمن أعضاء السفارة بحيث يجيد لغة البلد المضيفة لهم حتى يقوم الشيخ بتوضيح صورة الإسلام للعالم كي تنقل صورة طيبة عنا إلى الجميع. ويقول الشيخ الغزالى فى هذا الشأن جملة مهمة جدا (إن انتشار الكفر فى العالم يحمل نصف أوزاره متدينون بغضٌوا الله إلى خلقه بسوء أقوالهم وسوء صنيعهم) ومن هذا أستطيع أن أقول إن المسلمين مسئولون عن هذه النظرة بنسبة 110%، ولابد من أن نتفهم أنهم لا يعرفون شيئا عنا فنذهب إليهم ونعرفهم به فالإسلام يطلب ولا يفرض. أما عن الإساءة لرسونا الكريم يقول الشيخ عبد المعز: لها عدة أبعاد البعد الأول يكمن فى عدم معرفة الآخرين برسولنا الكريم ولكنه يسىء إليه فى نفس الوقت رغم أن المستشرقين من الغرب شهدوا له فيقول برنارد شو( لو أن محمدا بن عبدالله حى إلى وقتنا لحل مشاكل العالم أجمع وهو يحتسى قدحا من القهوة) وكما قال مايكل مارت عندنا صنف العظماء وقال (العظماء مائة وعلى رأسهم محمد بن عبدالله) فالجميع شهدوا له فكيف أنت تسىء إليه!! البعد الثانى هو التساؤل لماذا أسىء إلينا؟ فالإساءة إلى رسولنا هى إساءة إلينا وهذا ما حذرنا منه الله تعالى فى قوله (فلا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) هذا ما حدث لنا بالضبط تنازعنا ففشلنا فضاعت هيبتنا وكرامتنا فأسىء إلينا، والسؤال الآخر هل فى الأمة الإسلامية من أخطأ قبل هذا الأجنبى فى رسولنا الكريم؟ أقول لكم نعم يوم عصياننا لأمره نكون قد أساءنا إليه، يوم ما تنازعنا فيما بيننا نكون قد أساءنا إليه بالفعل. كيف ترى المسلمين فى مصر مقارنة بالمسلمين الأجانب؟ الأجانب أحسن ناس ممكن أن يطبقوا تعاليم الدين الإسلامى فالمسلم الأجنبى مسلم كما قال القرآن والسنة النبوية فهم يحاولون جاهدين أن يتمسكوا بكل تعاليم الدين الإسلامى.