الجزائر العاصمة:- أثار قرار السلطات الجزائرية بترحيل سكان أحد الأحياء العشوائية في الجزائر العاصمة احتجاجا من نوع مختلف، حيث هددت عشرات العائلات في حي ديار الشمس بالانتحار الجماعي إذا رفضت السلطات الاستجابة لمطالبها المتمثلة في توزيع عادل للشقق التي سترحل إليها. وكانت السلطات قد أمرت بترحيل السكان إلى حي سكني جديد في منطقة درارية، ولكن العائلات ترفض المغادرة بسبب "التلاعب بعملية الترحيل" وتحتج أيضا على مساحة الشقق الجديدة. العشوائيات في الجزائر .. أزمة مزمنة.. وتصريحات حكومية براقة وتتصل هذه القضية بأزمة السكن في البلاد، حيث تقول السلطات إنه يوجد في الجزائر العاصمة وحدها ما يناهز 45 ألف بيت من بيوت الصفيح (العشش). وللقضاء على الظاهرة، تقول الحكومة الجزائرية إنها اتخذت مجموعة من الإجراءات أبرزها مشروع حكومي لبناء مليون وحدة سكنية. ومن أجل تشجيع الجزائريين على تملك سكن لائق، تقول الحكومة إنها سهلت بيع المساكن للمواطنين بقروض ذات فوائد تفضيلية وشجعت الشركات على الاستثمار في مجال البناء وتنازلت الدولة عن أملاكها مقابل تشييد منشآت سكنية. المشكلة متفرعة والسياق العام لا يساعد على معالجة الظاهرة بيد أن هذه الجهود رغم تنوعها لم تكن كفيلة بالقضاء على الظاهرة، حيث تقول مراكز حقوقية إن مشكلة السكن في الجزائر متفرعة ويزيد من صعوبتها أن السلطات تجاهلتها طوال السنوات الماضية كما أن السياق العام لا يساعد على معالجة الظاهرة. كما أن الثقة غائبة لدى المواطن الجزائري بسبب الفساد الإداري وعدم الشفافية وغياب العدالة في التوزيع بالإضافة إلى الطلب المتزايد على السكن في الجزائر. يشار إلى أن الجزائر تعتمد في اقتصادها بشكل أساس على مداخيل البترول والغاز الطبيعي، وقد حقق ميزانها التجاري خلال الشهور ال11 الأخيرة من العام الجاري فائضا بلغ 14.83 مليار دولار مقابل 4.68 مليار دولار خلال الفترة نفسها من العام الماضي.