قبل نحو عشر سنوات استقبلته أسرته وليدا راضية بقضاء الله وقدره, فقد ولد بلا ذراعين, وبعد عشر سنوات أصبحت تعتبره الطفل المعجزة. محمود محمد صبحي, عوضه الله تعالي عن ذراعيه "ببسطة في العقل", حيث حفظ ثلثي القرآن الكريم في أربعة أعوام فقط, وهو طالب في الصف الخامس بأحد المعاهد الأزهرية بالمحلة الكبري وأساتذته مندهشون من ذكائه. تقول جريدة الأهرام في عددها الصادر اليوم إن والده السائق في إحدي الشركات يحاول تلبية رغبة محمود الملحة في شراء كمبيوتر ليدخل إلي الشبكة العنكبوتية ضاغطا علي الماوس بقدميه. يتذكر والده أن الطبيب روي له يوم مولده حكاية غريبة ساعدته في الاستبشار بمولوده, حيث قال الطبيب: إن جميع الأطفال يولدون وعيونهم مغمضة ويبدأ الطفل في فتح عينيه بعد نحو اسبوعين من الولادة ولكن محمود نزل من بطن امه فاتحا عينيه ويحرك مقلتيه بين الطبيب وأدواته التي استخدمها في إجراء ولادته.. شعر محمد صبحي أن ابنه فيه شيء يميزه عن أقرانه وأن الله سيعوضه بشيء أعظم من فقد ذراعيه. وفي منزله المتواضع مع محمود الطفل المعجزة ووالده بقرية بطينة مركز المحلة الكبري... سألت الجريدة الأب: هل كان محمود يلهو مع أقرانه بعد أن بلغ سن الثالثة من العمر ويحافظ علي توازنه أثناء الجري فقال: المفروض ان الذراعين تساعدان الإنسان علي حفظ توازنه, وأضاف: ان محمود كان يزحف علي بطنه ويضرب الأرض بقدميه فيتقدم للأمام ثم بعد ذلك فوجئنا به يقف علي قدميه ويسير بشكل طبيعي جدا ولا استطيع ان اعلق علي هذا سوي بأنها قدرة الله سبحانه وتعالي الذي يقول للشيء كن فيكون. لاحظت الجريدة أن محمود طفل خجول ولكنه لبق الحديث عندما تزول جدران الخجل بينه وبين أي غريب... يقول الصحفي محمد عبد الباري: طلبت منه ان يريني كيف يقرأ القرآن من المصحف فالتقط الحامل الخشبي الذي يضع عليه المصحف الشريف برشاقة وخفة عالية ثم فتح الحامل بقدمه الاخري كأن الله أبدله جميع وظائف يده في قدميه ثم وضع المصحف وفتحه وسألني: ماذا تريد ان أقرأ لك؟ قلت له اقرأ سورة تبارك, فأخذ يقلب صفحات المصحف بخفة وسرعة بالغة بأصبعي قدمه اليمني كما يفعل أحدنا بأصبعي يده اليمني ثم بعد ذلك التقط القلم بأصبعي قدميه وكتب اسمه بخط جميل وطلبت منه أن يكتب سورة القدر فكتبها. ومازال محمود يكتب مشوار حياته بأصابع قدميه.