شهدت الحرب الإعلامية الدائرة حالياً بين مصر وإيران مزيداً من التصعيد ، حيث وصفت الخارجية الإيرانية التصريحات التي صدرت عن وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط، مؤخراً، بأنها "تعود إلى تأثيرات الأوضاع الداخلية السيئة" في بلاده. وقال مسؤول بوزارة الخارجية الإيرانية إن تصريحات وزير الخارجية المصري، حول العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وبعض البلدان العربية، "ترمي إلى تحريف الرأي العام عن الاهتمام بالانتهاكات المتكررة للحقوق الابتدائية للشعب المصري." من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير حسام زكي، في اتصال هاتفي مع CNN بالعربية ونشرته اليوم على موقعها الالكتروني، إنه ليس لديه تعليق في الوقت الراهن على ما أوردته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، نقلاً عن وزارة الخارجية الإيرانية. وجاء في البيان المنسوب لمسؤول بالخارجية الإيرانية: "نوصي وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط، بأن يولي المزيد من الاهتمام بالوحدة بين بلدان العالم الإسلامي، وأن يفكر بإرساء الأمن وحقوق مصر في المنطقة القريبة من هذا البلد، والتي تعرضت لاعتداءات الكيان الصهيوني بصورة مكررة، بدلاً من إتباع سبيل أصحاب النوايا السيئة للمنطقة، ومشاريعهم الاستعمارية، القائمة علي خلق الخلافات بين البلدان الإسلامية." وأكد المسؤول بالخارجية الإيرانية، الذي لم تكشف الوكالة عن اسمه أو طبيعة منصبه، أن "البلدان القوية في منطقة الخليج الفارسي، تمتلك القدرات اللازمة لصون الأمن والمصالح الإقليمية، وهذه البلدان وحدها هي التي تمتلك الصلاحية للبت في هذا الموضوع." وكان وزير الخارجية المصري قد دعا، خلال تصريحاته لصحيفة "الشرق" القطرية، إيران إلى "عدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول الخليج والعراق ولبنان"، كما نصح تلك الدول ب"عدم السماح بذلك." تزامنت تصريحات أبو الغيط للصحيفة القطرية مع الجولة التي قام بها الرئيس المصري حسني مبارك لعدد من الدول الخليجية الأسبوع الماضي، شملت كلا من الإمارات العربية المتحدة وقطر ومملكة البحرين. وخلال تلك الجولة، شدد الرئيس المصري على أن "الأمن في الخليج العربي هو أمن لمصر"، وقال، في تصريحات عقب لقائه العاهل البحريني، الملك حمد بن عيسى آل خليفة: "وضعنا في اعتبارنا أن الخليج العربي امتداد لأمن مصر، وأمن مصر امتداد لأمن الخليج، فكلاهما له أهمية قصوى بالنسبة لنا."
