المغرب : - قتل خمسة أشخاص على الأقل وأصيب العشرات في مواجهات اندلعت، أمس، بين قوات الأمن المغربية ومحتجين صحراويين قرب مدينة العيون، كبرى مدن الصحراء الغربية، فيما يعد أكبر مظاهرة معارضة للحكومة في عقود . البوليساريو : مقتل 13 شخصا فيما تحدثت "الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب" (البوليساريو) عن مقتل 13 شخصاً وإصابة المئات، في أعمال العنف التي تتزامن مع بدء جولة جديدة من المفاوضات حول مصير الصحراء برعاية الأممالمتحدة. وقال مصدر رسمي مغربي إنّ أربعة من عناصر الشرطة ومدني قتلوا عندما هاجمت قوات الأمن مخيّماً يؤوي آلاف المحتجين قرب مدينة العيون (1200 كيلومتر جنوبي غربي الرباط)، مضيفاً أنّ 70 شخصاً أصيبوا بجروح، من دون أن يحدد ما إذا كانوا من قوات الأمن أو المحتجين. وأضاف المصدر أنّ قوات الأمن هجمت فجراً على المخيم، مستخدمة خراطيم المياه ضد سكانه، فحدثت مواجهات عنيفة اثر ذلك، فيما ذكر مصدر أمني آخر أنّ "الشرطة اعتقلت مجرمين خروج المحتجين الى الشوارع وأدى تدمير المخيم الى خروج المحتجين الى شوارع مدينة العيون قبل وقت قصير من الموعد المقرر لبدء محادثات بوساطة الاممالمتحدة قرب نيويورك في محاولة لانهاء الجمود بشأن قضية الصحراء الغربية التي كانت مستعمرة اسبانية وضمها المغرب في عام 1975. وقال مارتن نسيركي المتحدث باسم الاممالمتحدة للصحفيين "انه لمن المؤسف بشدة ان هذه العملية والاحداث السابقة واللاحقة لها اثروا على الاجواء التي تعقد فيها هذه المحادثات." وأضاف قائلا "ندعو جميع الاطراف المشاركة الى التزام اقصى درجات ضبط النفس في الساعات والايام القادمة." اشتباكات مع الشرطة وذكر المسئول الأمني إن محتجين اشتبكوا مع الشرطة في مدينة العيون بعدما فضت قوات الأمن المخيم. وأوضح أنّ "المئات ممن تم إخراجهم من المخيم نظموا تظاهرة في العيون، وانضم إليهم بعض الشبان في حي معطى الله"، مشيراً إلى أنّ المتظاهرين أحرقوا الإطارات لسد الشارع الرئيسي في المدينة، وأضرموا النيران في السيارات. وأضاف أنّ "التظاهرة تحولت للعنف، ما أجبر قوات الأمن على التدخل"، مؤكداً أنه كانت هناك بعض الاعتقالات. وشدد المسؤول المغربي على أن قوات الأمن حصلت على أمر قضائي بالتدخل لأنّ بعض الناشطين كانوا يجبرون الناس على البقاء في المخيم. البوليساريو تتهم القوات المغربية وقد اتهمت جبهة "البوليساريو" القوات المغربية بالتسبب بسقوط "مئات الجرحى" في الهجوم. وقال "وزير الخارجية" الصحراوي محمد سالم ولد سالك إنّ الهجوم أوقع "مئات الجرحى"، مضيفا "لا يمكنني بعد أن أقول لكم كم بالضبط، ولا سيما في حال كان هناك قتلى، ولكن المستشفيات ملأى بالجرحى". وأشار إلى أن القوات المغربية شنت الهجوم "برا وجوا بواسطة مروحيات"، وأنها استخدمت في هجومها "خراطيم المياه والغازات المسيلة للدموع والرصاص الحي"، لافتاً إلى أنها "قمعت بطريقة شرسة وعشوائية السكان المدنيين العزل الذين يقيمون في المخيم"، الذي "دمّر بالكامل". ولاحقاً أعلن مندوب البوليساريو في مدريد أنّ 13 شخصا لقوا حتفهم في المواجهات. يذكر أنّ هذا المخيم أقيم في 19 تشرين الأول الماضي من قبل سكان المنطقة للاحتجاج على تدهور ظروفهم المعيشية وللمطالبة بوظائف وسكن. الاممالمتحدة تطالب بضبط النفس وفي نيويورك , طالبت الأممالمتحدة المغرب وجبهة البوليساريو ب"ممارسة أقصى درجات ضبط النفس". وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة مارتين نيسيركي إنه "من المؤسف للغاية أن هذه العملية (اقتحام مخيم العيون) والأحداث التي سبقتها وتلتها قد أثرت على الأجواء التي تجري فيها المباحثات". وأضاف "إننا ندعو كل الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس في الساعات والأيام المقبلة". وكانت جولة المفاوضات قد تأخرت نحو ساعتين، وفقاً لمصادر مطلعة، بسبب محاولة وفد جبهة البوليساريو الحصول على المزيد من المعلومات حول الهجوم المغربي على مخيم العيون، الذي قال المتحدث باسم الأمين العام إن تفاصيله تبقى "غير واضحة ومتناقضة". المصدر : وكالات