واشنطن، بغداد:- طالبت منظمة "هيومن رايتس ووتش" العراق بالتحقيق في الوثائق السرية الأمريكية التي كشفت أن قواته مارست أساليب تعذيب وإساءة منهجية للمعتقلين، كما دعا مقرر الأممالمتحدة لمناهضة التعذيب مانفريد نواك الرئيس الأمريكي باراك أوباما لإصدار أمر بإجراء تحقيق في هذه الوثائق. وقالت المنظمة في بيان إنه يتعين على العراق أن يقاضي أولئك المسؤولين عن التعذيب والجرائم الأخرى، وأضافت أن الحكومة الأمريكية يجب أن تحقق أيضا في ما إذا كانت قواتها خرقت القانون الدولي عندما سلمت معتقلين للقوات العراقية رغم وجود مخاطر مرتفعة لوقوع تعذيب. ممارسات بلاعقاب وقال جو ستورك نائب المدير العام لقسم الشرق الأوسط في المنظمة إن الوثائق الجديدة التي نشرها موقع ويكيليكس تظهر أن التعذيب الذي تمارسه القوات الأمنية العراقية متفش ويمر بلا عقاب، مشيرا إلى أنه من الواضح أن الولاياتالمتحدة كانت تعلم بالإساءة المنهجية من قبل القوات العراقية، ورغم ذلك سلمتها آلاف المعتقلين. المطالبة بالتحقيق من جهته حث مقرر الأممالمتحدة لمناهضة التعذيب مانفريد نواك الرئيس الأمريكي على إصدار أمر بإجراء تحقيق في وثائق ويكيليكس. وقال نواك لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إن هناك التزاما بالتحقيق حالما تكون هناك مزاعم موثوق منها بأن تعذيبا قد وقع على أن يترك الأمر بعد ذلك للمحاكم. إدانة بريطانيا ومن جهته، قال فيل شاينر المحامي الذي يمثل المدنيين العراقيين الذين تعرضوا للتعذيب أو الأذى إن الوثائق تعزز دعوته إلى إجراء تحقيق قضائي بشأن مسؤولية البريطانيين عن قتل مدنيين في العراق. قلق بالداخلية العراقية وفي بغداد تعهد مسؤولون عراقيون بالتحقيق في أي مزاعم عن ارتكاب الشرطة أو الجيش لجرائم. وقال وزير الداخلية العراقي جواد البولاني إن وزارة الداخلية قلقة بشأن بعض هذه التقارير وإن لجنة ستشكل للنظر في المزاعم الواردة في وثائق ويكيليكس، لكنه قال إنه سمع أن بعض تلك التقارير قديم. ويكيليكس يدافع وفي لندن دافع مؤسسو موقع ويكيليكس عن نشر 400 ألف وثيقة سرية أمريكية عن حرب العراق، وأكدوا أن هذه الوثائق تكشف حقيقة هذه الحرب وأن بعضها تم حجبه لحماية كثير من الأفراد، متهمين وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاجون) برفض التعاون معهم بدعوى تعريض حياة الجنود الأمريكيين للخطر. وعلي صعيد متصل، ذكرت منظمة "إيراك بادي كاونت" وهي منظمة مستقلة غير حكومية مقرها لندن أن عدد القتلى في العراق منذ العام 2003 يفوق 150 ألفا، منهم 122 ألفا (80%) من المدنيين.