أعرب الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر عن اعتقاده بأنه لا يمكن التوصل إلى سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين من دون إشراك حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وقال كارتر في مؤتمر صحفي لوفد مجموعة الحكماء عقب لقائه الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق "نعتقد أنه ينبغي أن تكون حماس جزءا من عمليات السلام القائمة لأنه لا يمكن التوصل إلى السلام دون إشراك حماس وهي جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني". ولفت كارتر إلى أن وفد الحكماء أجرى مباحثات بنّاءة مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل تطرقت إلى مواضيع المصالحة ومبادرة السلام العربية، مشيرا إلى أن قادة حماس أكدوا أنهم لن يقفوا في طريق تنفيذ مبادرة السلام العربية رغم تحفظاتهم الكبيرة عليها والتي أبلغوها للسعودية. وأضاف أن مشعل عبّر عن رغبته الشديدة في التوصل لحل المشاكل العالقة مع حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، مشيرا إلى أن التدخل الخارجي يتسبب في عرقلة المصالحة الفلسطينية. وأوضح أن مسؤولي حماس عبروا عن رغبتهم في إعادة جدولة موعد الاجتماع لعقد المصالحة الفلسطينية مع حركة فتح، وأنهم أكدوا أن المكان ليس مهما. من جهته قال القيادي في حركة حماس أسامة حمدان عقب اللقاء إن الحركة تدعو إلى رفع كل العقبات التي تعترض طريق المصالحة الفلسطينية، وذلك بعد الإعلان عن تأجيل لقاء كان مقررا الاربعاء بين قيادات من حركتي فتح وحماس في دمشق. وأوضح أن حماس ستواصل اتصالاتها مع فتح لتحديد موعد جديد للقاء. وعن مدى تحمل الولاياتالمتحدة مسؤولية ما يحدث في المنطقة حاليا، قال كارتر "عندما كنت رئيسا تفاوضنا بشأن كامب ديفيد وطالبنا بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وانسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة". وأضاف "قال رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها مناحيم بيجن يومها إن القرار 242 يطبق على الأراضي المحتلة، ووافق أيضا على عدم بناء أي مستوطنة حتى تنتهي مفاوضات السلام ولكن بعد مغادرتي السلطة لم يفِ بهذه الوعود، وكنت أتمنى لو أفعل المزيد لكنني لم أنتخب مرة أخرى". ورأى كارتر أن جهود الإدارة الحالية لم تكن فعالة، وقال "لم نجد شخصا واحدا عبّر عن اعتقاده بأن مفاوضات السلام الحالية ستكون ناجحة". ونفى أن يكون قد وجّه اللوم إلى حركة حماس، موضحا أنه قال إن المجتمع الدولي يحاول أن يعاقب حماس وإنه بعد فوزها في الانتخابات حرمت من تولي السلطة ووُضع ممثلوها في المجلس التشريعي في السجون الإسرائيلية. وأضاف "انطباعي أن جميع قادة حماس يرغبون في العيش بسلام على أرض 1967، وهناك استثناءات من جانب حماس وكذلك من الجانب الإسرائيلي". من جانبه، قال الأمين العام المساعد السابق للأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي إن الرئيس السوري بشار الأسد أكد خلال لقائه وفد مجموعة الحكماء أن سوريا مع السلام وجاهزة له ولكن الطرف الآخر ليس جاهزا في الوقت الحاضر. وأوضح أن الحديث لم يقتصر على موضوع السلام بين سوريا وإسرائيل وقضية الجولان، وإنما تم التطرق إلى كل الأزمة في المنطقة وعملية السلام والوحدة الفلسطينية. وأكد الإبراهيمي أن وحدة الشعب الفلسطيني هي أهم شيء في الوقت الحاضر، "وإذا لم تتحقق فالأوضاع لن تتحسن وبالتالي كل الناس الذين سنقابلهم وقابلناهم سيسمعون هذه الرسالة وهي أن على الفلسطينيين واجب توحيد صفوفهم، وعلى الآخرين المساعدة وعدم وضع العراقيل"، معتبرا أن مكان اجتماع المصالحة الفلسطينية أمر ثانوي وأنه يجب التركيز على نقطة أو اثنتين خلال المباحثات. ومن جهتها، قالت الرئيسة الأيرلندية السابقة والمفوضة العامة لحقوق الإنسان ماري روبنسون "سننتقل إلى الأردن ومن ثم إلى إسرائيل وسنطرح وجهة نظرنا ليس فقط على المسؤولين الإسرائيليين بل سنتحدث للجميع". وكشفت روبنسون أن الوفد بحث قضية الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط مع رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية ومع مشعل، موضحة أنهما أكدا رغبتهما في تحقيق تقدم في هذه القضية، "لكن الرغبة غير موجودة عند إسرائيل، والمشكلة في عدد الأسرى". وأضافت "نحن مهتمون بالأثر الذي يحدثه رفع الحصار الجزئي عن قطاع غزة، وقد دعونا لرفع الحصار كلية وليس جزئيا، ولاحظنا بعض التحسينات الثانوية لكن هذا غير كاف". وأكدت أنه لا تزال هناك حاجة للمزيد من قوافل المساعدة إلى غزة، وأن الطريقة الأفضل هي رفع الحصار بشكل كلي. وبينت روبنسون أنها صدمت بما شاهدته في غزة منذ آخر زيارة في العام 2008 لجهة الدمار الذي شمل المدارس والمستشفيات إضافة إلى منع دخول مواد البناء إلى القطاع، موضحة أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لديها حوالي 40 ألف طفل لا تستطيع العناية بهم بسبب الحصار. يذكر أن مجموعة الحكماء تضم عشر شخصيات دولية وتأسست في العام 2007 بمبادرة من رئيس جنوب أفريقيا الأسبق نيلسون مانديلا وهدفها تحقيق السلام وحل الصراعات الدولية.