باغتني مساء أمس اتصال هاتفي على الهاتف الخاص بالمنزل لشاب يعمل في مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصري، يجري استفتاء حول استخدام الشباب للانترنت في مصر في الشريحة العمرية من 18 إلى 35 عاما، بادرني بعدد من الاسئلة الكثيرة التي تخص استخدامات الانترنت وكان من بين هذه الاسئلة هل انت من مستخدمي الانترنت ؟ كم عدد الساعات اليومية ؟ هل يؤثر الانترنت على العلاقات الاسرية ؟ هل توافق على وضع معلومات أو صور شخصية على الانترنت ؟ هل لديك مدونة وهل قمت من قبل بقراءة مدونات وهل قمت بالتعليق على احد المدونات من قبل؟ هل تعتبر المعلومات والاخبار على الانترنت مصدرا موثوقا فيه؟ وعدد اخر لا اتذكره من كثرة الاسئلة كان من الاجدر أن يقام هذا الاستفتاء في عام 1998 او 2000 أى منذ ما يقارب من 12 سنة تقريبا لان الانترنت كان في مرحلة الانتشار. لكن أن يتم هذا الاستفتاء في هذا الوقت في عام 2010 وسط التحديات العالمية ووجود استثمارات تقدر بالمليارات من خلال الانترنت ووجود مجتمعات افتراضية وحقيقية موجودة بالفعل ومتنفس ومنبر ومشاريع عملاقة يمكن ان تستثمرها مصر من أجل اقامة التنمية والتطوير. كان من بين الاسئلة الطريفة هل تعاملت مع الخدمات الحكومية من خلال الانترنت فأجبت اجابة قاطعة أن الخدمة الوحيدة التي تعمل بكفاءة ومقدمة من قطاع قد يكون حكوميا هو من خلال الشركة المصرية للاتصالات التي تعتبر قطاع اعمال وليس حكوميا لان هذه الخدمة هى الوحيدة التي تعمل وتعطي معلومات صحيحة مع إمكانية الدفع من خلال الانترنت أما باقي الخدمات والحمد لله لا دور لها على الاطلاق فالمواقع الحكومية تعتبر بالنسبة لي بمثابة المتاهة. وكان من بين هذه الاسئلة أيضا سؤال حول هل توافق على تقنين قوانين للانترنت او وضع قيود على المحتوى المقدم من خلال الانترنت، فأى تقنين قد يكون مفيدا، هل التقنين في اغلاق المواقع الاخبارية التي تنشر الخبر لحظة بلحظة فور حدوثه أم المواقع الاجتماعية التي على رأسها الموقع الشهير "الفيس بوك" أم هذا التقنين يقصد المواقع الاباحية والمنتديات الجنسية التي كانت سببا واضحا في افساد المجتمع من عدد من النواحي الاجتماعية والاخلاقية والابتعاد عن الدين وتفشي ظواهر جنسية شاذة كانت بعيدة عن معتقداتنا. فالتقنين الذي نعرف ما هو هدفه وما هو مخزاه هو وسيلة واضحة للاسكات وبشكل نهائي عن ما ستخبئه الايام في المرحلة القادمة في مصر تحديدا والمنطقة عموما. فهل سنعود إلى ما قبل عام 1995 بدون انترنت ونشاهد القنوات المحلية (الاولى - والثانية - والثالثة - ونايل تي في) هل سنتابع نشرات الاخبار المحلية التي كأنها لم تقل شيئا عن ما يعانيه المواطن بشكل يومي من ضغوط او مشكلات أو ظواهر اجتماعية لم يتفتق لها الذهن الا من خلال وجود هذه الوسيلة التي جعلت هناك منبرا اخر مثل القنوات الفضائية وبرامج التوك شو التي أصبحت حاليا ملتزمة الهدوء. باغتني ايضا بسؤال قد اكون فهمت ما يحمله من معاني حول هل الانترنت وسيلة للاتصال باشخاص مقيمين بالخارج ؟ في محاولة لكشف نوع من انواع العلاقات على الانترنت دون أن يدرك واضع هذا الاستفتاء ان العالم اصبح قرية صغيرة وعالم واحد متشابك بوسائل اتصال كثيرة وبوسائل سهلت على الانسان الكثير من الشقاء والعناء وجعلته يتطلع على الثقافات المختلفة والابحاث العلمية والعادات والتقاليد ليكون لديه وعي ولدي ما يؤهله للمعرفة الكثير من خبرات الاخرين. فما هي نتيجة هذا الاستفتاء وماهى النتائج التي ستنجم عنه في القريب من قرارات وزارية أو قوانين تحجم استخدام الانترنت الذي أصبح مقياسا اساسيا وهاما لتقدم الشعوب في العالم. مع العلم أن الاتصال الهاتفي الذي باغتني أمس كان بمحض الصدفة ولم اسع إليه بأى وسيلة على الاطلاق ولن يسعى إلى مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار لاستقصاء رأيي الخاص بهذا الشأن الذي يستهدف في تحجيم مواقع الالكترونية بعينها خلقت حراكا سياسيا أو غير ذلك فهم بدورهم يقومون باختيار عينات عشوائية والعشوائية هنا هى الاسلوب الذي يتصرف به البعض لاستقصاء الاراء لكن والحمد لله لم تكن اجاباتي بهذه العشوائية التي قد تستهدف وسيلة معرفة مهمة للغاية.