بعد انتهاء ماراثون العرض الرمضاني الذي خرجت منه مجموعة من المسلسلات فشل منتجوها في تسويقها وكانوا يأملون أن ينجحوا في تسويقها بعد عيد الفطر، لكنهم فشلوا أيضا هذه المرة وأصبحت هذه المسلسلات مُعلقة لا تعرف مصيرها من العرض، فهل تتعلق الأسباب بمغالاة المنتجين في أسعار بيع المسلسلات أم قلة مستواها ... أسباب كثيرة نحاول رصدها في هذا التحقيق. على رأس المنتجين الذين فشلوا في تسويق مسلسلاتهم المنتج محمد فوزي الذي أنتج أربعة مسلسلات ولم يتمكن من بيع أحدهم حتى الآن وهم " الدالي " للفنان نور الشريف، و" فرح العمدة" بطولة غادة عادل وأيتن عامر، و"المكتوب على الجبين" بطولة حسين فهمي ومي سليم ، ومسلسل" أنا القدس". وعن هذا الأمر قال المنتج محمد فوزي: "حدثت خلافات على الأمور المادية بيني وبين القنوات التي اتفقت معها على عرض المسلسلات لأنها كانت ستدفع أقل من الأجر المتفق عليه مقابل شرائها حق عرض المسلسل وحاليا لم أتمكن من حل هذه المشكلة ومازالت المفاوضات جارية بيني وبين مجموعة من القنوات لعرض هذه المسلسلات التي لا أعلم حتى الآن هل يمكن عرضها خلال الفترة المقبله أم سأؤجلها لرمضان القادم". وتابع فوزي: "لم أندم على عدم عرض الأربعة مسلسلات لأن قرار سحبها كان برغبتي بعد أن كان مقرراً عرضها في رمضان الماضي كما أنني أثق في جودة المسلسلات التي أنتجها لذا لن يقل ثمنها مهما تأجلت ولن أخسر فيها". وأضاف أن مشكلة التسويق أصبحت منتشرة بسبب أن المعروض على القنوات من المسلسلات أكثر من المطلوب وبالتالي تأخذ القنوات ما يكفيها ولا تجد مساحة لعرض مسلسلات أخرى، وإذا فكرنا في أن تكون هناك مواسم أخرى لحل مشكلة التسويق في رمضان فإن هذه الفكرة ليست بأيدي المنتجين لأنهم ليسوا صاحبي القرار هنا وإنما لابد من مساعدة القنوات في خلق مواسم جديدة ليكون ذلك واحدا من سبل مواجهة مشكلات التسويق. أما المنتج حسام شعبان فتحدث عن مسلسله "عابد كرمان" بطولة تيم الحسن وريم البارودي والذي تم الانتهاء من تصويره منذ فترة طويلة ومع ذلك تعثر عرضه في رمضان ولم ينجح في تسويقه حتى الآن وقال إن السبب في هذا التأخير هو أن هناك بعض التعديلات التي طلبتها منهم المخابرات الأمر الذي يتطلب منهم إعادة تصوير بعض المشاهد لتتناسب مع هذه التعديلات لذا قرر المخرج نادر جلال أن يؤجل العرض الرمضاني حتى يأخذ وقته في الانتهاء من هذه التعديلات. وأكد أن المسلسل لم يتم تسويقه حتى الآن ولم يتخذ أي قرار بهذا الشأن وأنه لن يعرض قبل رمضان القادم على الأقل. من ناحية أخرى تحدث شعبان بشكل عام عن مشكلة التسويق التي واجهت عددا كبيرا من المنتجين هذا العام وقال إن السبب الأكبر يرجع الى كثرة عدد الأعمال المنتجة سنويا وتميزها لأنها مسلسلات ضخمة وبالتالي التنافس بينها يكون كبيرا، ورغم أن القنوات تضطر الى عرض أكثر من مسسلسل على شاشتها إلا أنها لا تستطيع تغطية كل هذا العدد، ورغم الأضرار الناتجة من هذا التكدس إلا أنه يرى في هذا الأمر ظاهرة صحية تؤدي الى خلق مواسم جديدة أفضل من موسم رمضان منها موسم العيد وهو ما يروج لسوق جديدة تكون أوقات العرض بها أكثر تناسبا من الزحام الرمضاني ويمكن أن تتفوق هذه المواسم على رمضان الذي تُظلم به مسلسلات كثيرة لا تحقق نسبة مشاهدة رغم جودتها. ومن المسلسلات التي تعثر تسويقها أيضاً "أيام الحب والشقاوة" بطولة رانيا يوسف ومها أحمد وعلا رامي ومنال سلامة، ومسلسل "الصيف الماضي" بطولة رانيا فريد شوقي وأحمد عزمي وعمرو محمود ياسين، وتحدث عنهما مصدر مسئول بشركة صوت القاهرة المنتجة للمسلسلين مشيرا الى أن هذين العملين لم يكن مقرر عرضهما في شهر رمضان من البداية نظرا لعدم الانتهاء منهما قبل رمضان واستمرار التصوير فيهما خلال الشهر الكريم، وأوضح أن تسويق المسلسلات وعدم عرضها حتى الآن أمر يرجع للقطاع الاقتصادي في التليفزيون المصري وهو المسئول عن تسويقها لذا لا يعلم أحد حتى الآن متى يمكن عرضها. وأضاف أن جزءاً من أسباب عدم تسويق هذه المسلسلات يتعلق بأن التليفزيون في هذه الفترة يقوم بإعادة عرض المسلسلات التي تم عرضها في رمضان وبالتالي تزدحم الخريطة التليفزيونية بالمسلسلات فلا يجدون مساحة من الوقت لإذاعة الأعمال التي لم تُعرض. أما مسلسل "رجل لهذا الزمن" فقالت الفنانة هنا شيحة بطلة العمل إن المسلسل لا يواجه مشكلة في التسويق وإنما عدم عرضه حتى الآن يتعلق بعدم انتهاء تصويره ورغبة المخرجة إنعام محمد على في استكمال التصوير دون الاستعجال بهدف العرض الرمضاني. * رأي النقاد من جانبها ترى الناقدة ماجدة خير الله أن مشكلة التسويق تتعلق بأكثر من سبب أولها مغالاة المنتجين على القنوات ومطالبتهم بمبالغ كبيرة مقابل بيع المسلسل وهو ما حدث مع المنتج محمد فوزي الذي طلب من التليفزيون المصري مبلغا كبيرا فرفض وبالتالي لم يتمكن من بيعها لباقي القنوات. السبب الثاني أن المسلسلات المنتجة أكثر من استيعاب القنوات التي لا تتحمل كل هذا العدد ولها قدرة على الاستيعاب لا تتجاوز الثلاثة مسلسلات كما أن السلعة عندما تكثر في السوق تكون المنافسة أكبر لذا يحدث إقبال على المسلسلات الجيدة التي يتم توزيعها بسهولة مثل أهل كايرو وقصة حب أما المسلسلات السيئة فلا تجد إقبالا لذلك ينبغي تقليل عدد المسلسلات المنتجة لأن العبرة بالجودة وليست بالكم. وأضافت أن هناك خطأ يقع فيه المنتجون عندما تزداد تكلفة المسلسل نظرا لارتفاع أجر النجم وبالتالي يضطر المنتج لتعويض هذه الزيادة بأن يطلب رقما ضخما لا يتناسب مع قدرة القنوات العربية على الشراء ولا يراعي أن هناك مسلسلات سورية عالية الجودة ومنخفضة التكلفة تجذب القنوات لشرائها لذا ينبغي إعادة النظر في أسلوب الإنتاج والتكلفة حتى لا تمر الدراما بنفس الأزمة التي مرت بها السينما منذ عشر سنوات عندما ارتفعت أجور النجوم حتى ظهر جيل جديد أعاد للسينما انتعاشها وهي نفس الظروف التي يمكن أن تؤدي الى إفساد الدراما لأنهم لم يستفيدوا من الخطأ الفاضح المتعلق بزيادة التكلفة الخاصة بأجر النجم وليس بالعمل ككل.