قال الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد في أعقاب المحادثات التي أجراها مع نظيره اللبناني ميشال سليمان في بيروت، ان لبنان غير معادلات الأعداء في المنطقة، مشيدا بصمود لبنان وشعبه وجيشه قبالة العدوان الإسرائيلي، وقال ان لبنان مفخرة لجميع أبناء المنطقة وجميع التواقين الى العدالة، مشيرا الى جذور العلاقة بين البلدين والى أوجه التشابه الكبيرة بين الشعبين اللبناني والايراني والى أنهم طلاب عدالة، وان لدى البلدين مصالح مشتركة وأعداء مشتركين. يأتى ذلك فيما دعا عضو يميني في الكنيست الإسرائيلي إلى استغلال فرصة زيارة نجاد للبنان، واغتياله. وكان نجاد قد اشار الى ان مباحثاته مع الرئيس اللبناني كانت ايجابية وبناءة للغاية، حيث تطرقت الى شتى القضايا والمواضيع التي تجمع وتخص العلاقات الثنائية والقضايا الاقليمية والدولية، وبما يتعلق بالتعاون الثنائي، تم التوقيع على اتفاقيات ثنائية في شتى المجالات - في التقدم العلمي والاستثمار والطاقة والبيئة والنقل والتعليم العالي. وقال الرئيس الايراني ان بلاده تعارض كل الاعتداءات والخروقات التي تقوم بها اسرائيل. كما انها تدعم كذلك حل القضية الفلسطينية على أساس العدالة، واضاف: " نحن ندعم الكفاح المرير للشعب اللبناني في مواجهته للاعتداءات الصهيونية ونصر بكل جد وعزم على تحرير الأراضي المحتلة في لبنان وسورية وفلسطين، ونريد لبنان واحدا موحدا متطورا ذا اقتدار ونقف بجانب الحكومة والشعب حتى تحقيق كامل أهداف الشعب اللبناني" وأكد نجاد على ان الشعب اللبناني وكافة الشعوب الآخرى في المنطقة قادرة أن تسير أمورها بنفسها وبمقدورها أن تسير علاقاتها مع بعضها البعض على أساس العدالة ، مشيرا الى ان المنطقة ليست بحاجة لتدخلات القوى الأجنبية. من جانبه اثنى الرئيس اللبناني على عبارات الدعم والمشاعر الطيبة التي خص الرئيس الايراني بها لبنان، وقال ان مشاعر الشعب اللبناني في الاستقبال هي تكملة وتعبير عن مشاعر اللبنانين وتطلع الشعب اللبناني ودولته الى علاقات وثيقة وجيدة كانت عبر التاريخ ومنذ زمن علاقات مميزة بين اللبنانيين والايرانيين. كما اعلن الامين العام لحزب الله حسن نصر الله في احتفال شعبي حاشد تكريما للرئيس الايراني اقيم في الضاحية الجنوبية لبيروت ان نجاد "ينطق بالحق عندما يقول بزوال اسرائيل". وقال نصر الله في "كلمة ترحيبية" بالرئيس الايراني القاها كعادته عبر شاشة عملاقة امام الالوف من انصاره الذين احتشدوا في ملعب الراية في الضاحية الجنوبية، "ذنب هذا الرئيس (احمدي نجاد) انه يعبر بشفافية ومنطق وشجاعة عن منطق" ايران ومشروعها الحقيقي. واضاف "يضيق به صدر الغرب لانه ينطق بالحق عندما يقول ان اسرائيل دولة غير شرعية ويجب ان تزول من الوجود". وتابع نصر الله على وقع تصفيق انصاره وهتافاتهم وبينما كان الرئيس الايراني جالسا في الملعب مع مجموعة من قيادات حزب الله يصغي اليه باهتمام، "هناك من يتحدث دائما عن مشروع ايراني في فلسطين ولبنان والمنطقة العربية". واضاف ان هذا البعض "يفترض المشروع في وهمه ويفترض مشروعا عربيا لمواجهة المشروع الايراني ويعمل على اخافة شعوب وحكومات عالمنا العربي منه". وفي رد فعل إسرائيلي على زيارة أحمدي نجاد لبيروت دعا عضو يميني في الكنيست الإسرائيلي إلى استغلال فرصة زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد للبنان، واغتياله. وقال النائب، أرييه إلداد، عضو الكنيست عن حزب الاتحاد الوطني عشية الحرب العالمية الثانية: لو أن رجلا تمكن من اغتيال (الزعيم النازي أدولف) هتلر، لكان غير مجرى التاريخ، وتاريخ اليهود دون شك". وأشار عضو الكنيست إلى أن إسرائيل في موقف يمكنها من تصفية الرجل الذي يعلن عدم شرعية وجود إسرائيل ويهدد بالقضاء عليها. وقال إلداد لإذاعة صوت إسرائيل: "إن اغتيال أحمدي نجاد.. أشبه باغتيال هتلر عام 1939". فى حين قال البيت الابيض ان زيارة الرئيس الايراني للبنان تبين أنه يواصل استخدام "اساليبه الاستفزازية" في الوقت الذي يقود فيه بلاده الى أزمة اقتصادية وعقوبات دولية. وقال روبرت جيبز المتحدث باسم البيت الابيض ردا على سؤال بشأن زيارة أحمدي نجاد للبنان وعزمه التوجه الى الحدود مع اسرائيل يوم الخميس "ما زال ينتهج سبله الاستفزازية.. حتى بعد أن جعل بلاده تعاني أزمة اقتصادية وفوضى نتيجة لافعاله التي أدت لعقوبات دولية لها أثر كبير." وأدت استضافة لبنان لاحمدي نجاد الى اثارة مخاوف في واشنطن التي تسعى لعزل طهران بسبب برنامجها النووي وتدين دعمها لحزب الله اللبناني. وتابع جيبز ان زيارة أحمدي نجاد "تشير أيضا الى أن حزب الله يقدر ولاءه لايران اكثر من ولائه للبنان." ويقوم احمدي نجاد باول زيارة رسمية للبنان وقوبل بحفاوة قل نظيرها في البلاد حيث اصطف الاف الشيعة على طول الطريق من المطار يلقون الارز والورود على موكبه.