حركة ذكية تلك التي قامت بها جريدة "المصرى اليوم" للتغطية على رفضها نشر الجزء الثاني من مقال الدكتور محمد سليم العوا بأمر من مالكها المليادر نجيب ساويرس الذى أبدى استياءه من مقال العوا ظناً منه أنه يهاجم الكنيسة. والحقيقة أن هذا المنع يأتي في إطار حملة الكنيسة ضد العوا بعد تصريحاته عن ضرورة إخضاع الكنائس لرقابة الدولة وأن هناك أسلحة مخزنة داخلها. ونحن نعيب ومعنا جريدة المصري اليوم على الصحف القومية قلبها للحقائق وإلباسها الحق ثوب الباطل، والباطل ثوب الحق وليست فبركة الأهرام لصورة الرئيس عنا ببعيدة. وكان أول من بادر بكشف زيف الصورة المصرى اليوم. ولكننا نجدها تقوم بما كانت تعيب به على الآخرين فها هي تحاول تلك أن تجمل سقطتها بحجب مقال العوا بإطلاق مبادرة لمنع نشر كل ما يسيء للوحدة الوطنية في محاولة لتضليل القارىء وإخفاء الحقيقة التي كانت تسعى هي دائماً إلى تقديمها لذلك اكتسبت ثقة القراء واحترامهم. فهل من المعقول أن تضع المصرى اليوم خطوطا حمراء يتم بموجبها حجب مقال للرأى ؟! والأستاذ جمال البنا يكتب في المصري اليوم رغم آرائه الغريبة الشاذة عن إجماع فقهاء الإسلام، وكذلك تتيح مساحة لآراء سيد القمني الذي اعترف بتزوير شهادة الدكتورة التي حصل عليها وله العديد من المؤلفات التي تطعن في الإسلام ونبيه الأكرم صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى الدكتورة نوال السعداوي المعروفة بهجومها الدائم على الفكر الإسلامي. ثم إن المصرى اليوم نفسها هى التى نشرت كلمات الانبا بيشوى التى أثارت كل هذه الضجة فى حوارها معه. فأين كنت المصلحة الوطنية آنذاك؟! كما أن المصرى اليوم أيضا هى التي نشرت تصريحات وزير الثقافة فاروق حسنى حول الحجاب. كما أن الدكتور محمد سليم العوا رجل من رجال الفكر الاسلامى المعروفين بفكرهم الوسطى المعتدل وهو من أهم علماء هذا العصر وله مكانة خاصة فى نفوس الشباب المسلم ، لذا فالخاسر الوحيد هو المصري اليوم التي فقدت كثيراً من ثقة القارئ واحترامه وكان الأجدر بها أن تخرج لتقول الحقيقة وهى أن مالك الجريدة لا يرغب في إتاحة صفحات جريدتها للعوا بسبب أنه مغضوب عليه من الكنيسة لا أن تخرج بمبادرة زائفة لا غرض لها سوى تجميل صورتها التي بدأ قبح الجرائد القومية يحبو إليها.