"أفضل عالم رياضيات في العالم مصري".. أمر مشرف فعلاً.. والمشرف أكثر أن تكرمه أكاديمية جاليليو تلليسيو العالمية بجائزة افضل عالم رياضيات في العالم لعام 2010 وبهذا يكون اول مصري عربي مسلم يحصل علي هذه الجائزة والميدالية الذهبية الي جانب 9 علماء آخرين من الولاياتالمتحدة وروسيا وأوروبا في علوم مختلفة ، ويقام حفل تسليم الجائزة يو السبت القادم في المجر.. أما المخزي حقا هو أن نعلم أن هذا العالم فصلته جامعة القاهرة ولم ينتبه إليه أحد في مصر بينما تدرس نظرياته الآن في كبرى جامعات العالم وهو الذي قدم العديد من النصائح والأبحاث للحكومة للخروج من الكثير من المشكلات ولم تستجب له.. إنه عالم الرياضيات المصري د.أبو بكر الصديق بيومي. الدكتور أبو بكر الصديق احمد بيومي "64 عاما" زميل الاكاديمية السويدية للبحث العلمي واستاذ وخبير بجامعة عمر موسي بنيجيريا ، خريج كلية العلوم جامعة الاسكندرية عام 1967 وعمل معيد بها لمدوة 6 سنوات قبل حصول على منحة شخصية لدراسة الكتوراة من جامعة :أوبالا" السويدية د. بيومي تحدث الى جريدة"الجمهورية" التي هنأته بالجائزة وحاورته حول مشواره العلمي الذي امتد أكثر من 35 عاما. يقول: خضت رحلة علمية طويلة استمرت علي مدار اكثر من 35 عاما في خدمة البحث العلمي بين الابحاث والدراسات التي ابهرت العالم ونلت عنها ارفع الجوائز العلمية وحينما قررت العودة لمصر في عام 2006 لرد ولو جزء يسير من جميلها عليَّ ولافيدها بما توصلت اليه من علم فوجئت بكلية العلوم جامعة القاهرة ترفض طلبي للعودة لعملي كأستاذ غير متفرغ بقسم الرياضيات الأمر الذي كان بمثابة صدمة من العيار الثقيل. يشير إلي أن هذا الموقف لم يكن الاول ففي عام 1981 عندما استلمت عملي كمدرس بقسم الرياضيات اضطررت بعدها بعدة اشهر لمرافقة زوجتي اثناء دراستها للدكتوراة بجامعة استكهولم وبعد عودتي في عام 1983 فوجئت ان هناك قرارا بانهاء خدمتي من جامعة القاهرة بحجة انني لم اجدد طلبي بمد الاجازة فقررت العمل باحدي الدول العربية والاسلامية لأنني كنت مصرًا علي أن ينشأ اولادي الذين ولدوا بالسويد نشأة عربية اسلامية وبالفعل عملت بجامعة البحرين لمدة عامين وفي عام 1985عملت استاذا بجامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية حتي عام .2006 يكمل الدكتور أبو بكر مشواره ويقول: في نفس العام الذي رفضتني فيه جامعة القاهرة رحبت بي جامعة الأزهر وحاول فضيلة الدكتور احمد الطيب رئيس الجامعة آنذاك تعييني كأستاذ غير متفرغ بقسم الرياضيات بعلوم الأزهر لكن وقف الروتين امام تحقيق ذلك لذا عملت كأستاذ منتدب بالساعة علي مدار سنتين ونصف السنة وفي عام 2008 وافق الدكتور احمد الطيب ايضا علي تعييني كخبير وطني بأجر شهري لكن تم تأجيل القرار لميزانية العام التالي وفي نفس العام اخترت من قبل جامعة "كاتسينا" بنيجيريا للعمل كأستاذ وخبير وفي هذه الاثناء قال لي عميد علوم الأزهر "خسرتك مصر وكسبتك نيجيريا". يضيف: لكن المفاجأة التي اسعدتني وشعرت بأن مجهودي وتعب هذه الرحلة لم يضع هباء هو اختياري كأحسن عالم رياضيات في العالم. قال الدكتور ابو بكر: رغم كل ما حدث لي فإنني اهدي نجاحي وجائزتي لبلدي ومازلت اتمني العودة لجامعة القاهرة. وعلى مدار ال 15 عاما الماضية ارسلت عشرات الدراسات عن طريق السفارات المصرية بالخارج لحل المشكلات الاقتصادية والتعليمية والصناعية وكان هدفي منذ لك هو اعطاء الخبرات والتجارب علي مدار 35 عاما لشباب الباحثين والعلماء وكنت بمثابة مستشار غير رسمي للحكومة المصرية علي مدار 10 سنوات وانا خارج البلاد ولم اتأخر عن اسداء النصح للحكومة المصرية في جميع مجالات الحياة. اضاف: تقدمت بالعديد من الاقتراحات للتطوير لكن للاسف لم تستجب الحكومة لأفكاري ومازلت ادعو لبناء مركز عالمي للرياضيات بشرم الشيخ ليكون احد اهدافه اعطاء الزمالة للحاصلين علي الدكتوراة حديثا وذلك لمدة سنتين دون الذهاب الي الخارج. وكان ايضا من ضمن مقترحاتي انشاء وزارة مستقلة تسمي وزارة "محو الأمية" لها كادر خاص بها لمحو امية ثلث الشعب المصري من الأميين علي ان يكون هناك تخصص بكليات التربية لطرق التدريس للأميين فليس من المعقول في القرن ال 21 ان يكون في بلدنا أمي واحد ونحن الذين علمنا العالم منذ فجر التاريخ. وفي الجانب الاقتصادي اقترحت بألا تعطي الحكومة أي مصنع جديد ترخيص لبناء أو التشغيل الا اذا كان المصنع يتضمن وحدة للأبحاث لكل منتج لتطويره اسوة بما يحدث في أوروبا وامريكا. وعن مؤلفاته وانجازاته يقول د. أبو بكر: قمت بتأليف أول كتاب علمي عالمي في مجال الرياضيات بعنوان "التحليل المركب لفضاءات غير مركزية التحدب" وكان الهدف منه الحفاظ علي السبق العلمي لنتائج النظريات. كما قمت بترجمة كتابين هما "التحليل المركب وتطبيقاته" وكتاب "اسس التحليل المركب للرياضيات والعلوم والهندسة".
