القاهرة:- أكد الدكتور أحمد عكاشة الطبيب النفسي الشهير أن أغلب المصريين "منافقون"، وأن طريقة التعليم البليدة هي التي أوصلتهم إلى هذه الحالة، مشيرا إلى أن أمل مصر في المستقبل ينحصر في الملايين الستة من الشباب الذين يتعاملون مع التكنولوجيا الحديثة. واستشهد أحمد عكاشة برأى المؤرخ ابن خلدون للدلالة على عيوب الشخصية المصرية، الذى قال عن المصريين منذ نحو أكثر من 600 سنة بأنهم يشتهرون بالتلون والليونة، موضحا أن "هذا صحيح إلى حد كبير، وأنه أخطر الأشياء لأن معناه النفاق". وأكد استحالة تغيير مصر والمصريين، بدون تغيير التعليم الحالي إلى تعليم قائم على أسس سليمة، لأنه لن تسعد الناس وظيفة جيدة ومرتب جيد بدون تعليم جيد، الذى هو السبيل لتحقيق السعادة، وقال "نصف أمخاخ مصر مش بتشتغل، ونحو 6 ملايين شاب مصرى الذين يستخدمون الانترنت هم أملنا فى المستقبل". ولفت عكاشة فى الأمسية الرمضانية التى نظمتها جامعة عين شمس إلى أن حالة فساد المجتمع أدت إلى فساد الأخلاق، منتقدا حالة التعليم المصرى، مضيفا: "إننا فى مصر نعلم الأطفال فى سن الخامسة الخوف من عذاب القبر، والطالب يجد فى مدرسته مدرسا يطالبه بالدروس الخصوصية، ويتعلم النفاق والخداع والغش والكذب والسرقة". وناقش عكاشة فى اللقاء الذى حضره الدكتور ماجد الديب رئيس جامعة عين شمس، وعدد من قيادات الجامعة، القوة والسلطة، مؤكدا أنها مرض له أعراض، وضرب مثالا بأوباما الذى قال أشياء كثيرة جيدة، ولكن السلطة أغرته فخاف أن يخسر الولاية الثانية، لذا ترشحه فى الانتخابات فى المرة الأولى كان "وطنية"، ولكن حاليا تغير إلى رغبة فى البقاء فى السلطة. واعتبر "عكاشة" أن المصري يولد منذ طفولته وهو يحمل عدة صفات من بينها "الاستهانة بالمجتمع" و"اللذة الفورية"، دون الاهتمام بالمصلحة العامة، وهى الصفات التى تجعل الشخص يمكن أن يسرق ويقامر، مضيفا أن ميوله السياسية إما أن تكون للمحافظة أو أن تميل للتطرف دون وجود وسطية، ضاربا المثل بالشيوعيين فى السبعينيات "قلبوا متطرفين فى الوقت الحالى"، على حد قوله. وقارن عكاشة بين وضع المصريين الآن، والشخصية المصرية منذ 50 عاما، حيث كانت تتميز بحب الصدق والانبساطية والتعلق بجوهر الدين وليس المظهر فقط، وحسن نية وحسن ثقة بالآخر، قائلا : "هذه الصفات فقدناها الآن، حتى إن 83 % من المصريين حسب إحصاء رسمى لا يثقون بالمؤسسات والأمن ولا بأى شىء، وصار لدى غالبية المصريين تلوث سمعي وبصري وحسي، فى مجتمع كله غير منضبط ومتسيب".