دائما ما يقلق الوالدان الجدد كثيرا بشأن كيفية التواصل مع طفلهما الوافد حديثا إلى العالم، وإذا كانوا يتصرفون بشكل صحيح في هذا الشأن. عليك أولا أن تهدئي، فالأمر يحدث تدريجيا، وفي أحد الأيام ستكتشفين أنك قد توقفت عن النظر لطفلك ككائن يصعب التكهن بردود أفعاله ورغباته، بل سترينه شخصاً له كيان وأمور يفضلها وذوق خاص وشخصية تعلن عن نفسها بالتدريج. وسواء حدث ذلك بعد 3 أيام من ميلاد الطفل أو 6 أسابيع، فسيعني ذلك أنك وطفلك قد نجحتما في التواصل وتكوين علاقة خاصة تربطكما معا، وأن طفلك قد أصبح بالنسبة لك شخصاً تعرفينه جيدا وتستمتعين بصحبته. سترشدك غريزتك ولا شك لكيفية التعامل مع طفلك، وستعرفين بالتدريج ماذا يخيفه، وماذا تتوقعين منه أن يفعل في المواقف المختلفة، وستكتشفين أنك أكثر شخص يفضل صغيرك أن يكون بصحبته على الإطلاق. قد يبدو لك أن التواصل مع طفلك يحتاج للكثير من المجهود، ولكن المفتاح السحري لهذه العملية التي تبدو لك معقدة سهل للغاية، وهو ببساطة أن تستمتعي بصحبة طفلك. فالأطفال يقعون في غرام الناس الذين يبدون اهتماما خاصا بهم ويستمتعون بصحبتهم. ولكن هؤلاء الناس ليسوا من يقوموا بإطعامهم فحسب، بل هم من يرغبون في مساعدتهم ويسعدون بمداعبتهم والغناء لهم، ويبادلونهم الابتسام عندما يلاحظون ابتسامتهم، ويستمعون بهمهماتهم غير المفهومة ويبادلونهم إياها كما لو كانوا يتحدثون معا. هذه هي أهم الأشياء بالنسبة للصغار، وهي أقصر الطرق للتواصل معهم وتكوين علاقات قوية تنمو وهي ملئية بالحب والاهتمام. وعندما يبلغ طفلك شهره الثالث، ستلاحظين بما لا يدع مجالا للشك أن يعرفك ويميزك من بين الآخرين، ويفعل المثل بالنسبة لكل من يعتبره شخصا محبوبا ومقربا، وهذا يدل على أنه قد أصبح مستعدا للتفاعل العاطفي مع الآخرين وتكوين علاقات اجتماعية معهم، وأنت على رأسهم.