نيويورك : تحل غدا السبت الذكرى العاشرة لتولى الرئيس السورى بشار الاسد مقاليد الحكم فى بلاده .. وبهذه المناسبة قالت منظمة هيومن رايتس ووتش للدفاع عن حقوق الانسان ان سنوات الاسد العشر تتسم بالقمع. وقالت مديرة فرع المنظمة في الشرق الاوسط ساره لياه ويتسون في بيان "ان يكون الرئيس الاسد منع من الحرس القديم من اطلاق اصلاحات او ان يكون زعيما عربيا آخر يرفض النقد، فالنتيجة ذاتها بالنسبة للشعب السوري: اي لا حرية ولا حقوق". سجون سوريا مليئة بالمعتقلين السياسيين واضاف البيان ان الرئيس السوري كان تحدث في كلمة القاها في 17 تموز/يوليو 2000 في البرلمان عن "الشفافية" و"الديمقراطية"، لكن فترة التسامح التي تلت توليه السلطة كانت "قصيرة" و"سرعان ما امتلأت السجون السورية بالمعتقلين السياسيين والصحافيين وناشطي حقوق الانسان". واشارت هيومن رايتس ووتش الى الحكم على محاميين ناشطين في حقوق الانسان مؤخرا هما هيثم المالح (78 سنة) ومهند الحسني (42 سنة)، بالسجن ثلاث سنوات لانتقادهما وضع حقوق الانسان وتابعت المنظمة ان "اجهزة الامن (...) تلقي القبض على الناس بدون مذكرة قضائية وتعذبهم دون التعرض الى عقاب".. مصير مجهول للمسجونين واضافت "بعد سنتين على حركة العصيان التي اندلعت في سجن صيدنايا في الخامس من تموز/يوليو 2008 واطلقت خلالها الشرطة العسكرية الرصاص الحي على المعتقلين، ما زالت السلطات السورية لم تكشف عن مصير ما لا يقل عن 42 سجينا اعتبر تسعة منهم في عداد القتلى واكدت المنظمة ان "الرقابة مطبقة ومواقع مثل فايسبوك ويوتوب وبلوغر محظورة".واضافت هيومن رايتس ووتش ان الرئيس الاسد صرح في اذار/مارس 2005 للصحافيين ان احزابا سياسية ستنشأ قريبا في سوريا لكن حزب البعث ما زال "الحزب الوحيد الذي ينشط بحرية". من هو بشار الاسد ....؟ لم يكن أحد يعرف شيئا عن بشار الأسد حتى مات أخوه باسل في حادث سيارة في عام 1994، حيث كان لا بد من إعداده كبديل لأخيه في خلافة والدهما الرئيس حافظ الأسد وبصورة سريعة. أصبح بشار المولود في 11 سبتمبر/ أيلول 1965 فجأة، وهو الذي درس الابتدائية والثانوية في معهد الحرية وهو مدرسة فرنسية في دمشق، العقيد الركن بشار الأسد. جرى الإعداد السريع لبشار على عدة مستويات من أبرزها المستوى العسكري، حيث انتسب إلى القوات المسلحة وتدرج في السلك العسكري كالتالي: 1994 التحق بسلاح الإدارة في الجيش السوري برتبة نقيب. 1995 رقي إلى رتبة رائد. 1997 أصبح مقدم ركن. 1999 أصبح عقيد ركن. قائد الجيش والقوات المسلحة منذ 11 يونيو/ حزيران 2000. من طب العيون إلى الواجهة السياسية وكما جرى الإعداد العسكري السريع لبشار فقد اتسم إعداده السياسي بالطابع الاستعجالي كذلك، فبشار الأسد الذي درس الطب في جامعة دمشق وتخرج طبيبا في عام 1988، ثم عمل في مستشفى تشرين العسكري بدمشق ليتخصص عام 1992 في بريطانيا في طب العيون عاد عام 1994 إلى دمشق ليولي وجهه شطر العمل السياسي تحضيرا لمهام خلافة أبيه. تم تكليفه بالملف اللبناني عام 1995 نظرا لتشابك العلاقات السورية اللبناينة، ثم لعب عام 1998 دورا بارزا في تنصيب الرئيس اللبناني إميل لحود. كما زار بشار عددا من الدول العربية (الأردن، البحرين، السعودية، الكويت، عمان) ثم استقبله الرئيس الفرنسي جاك شيراك في 7 نوفمبر/ تشرين الثاني 1999 في قصر الإليزيه إذ كان لا بد من زيارة باريس التي تمسك جزءا هاما من خيوط الملف اللبناني. قطع الطريق أمام رفعت الأسد بعد وفاة حافظ الأسد في 10 يونيو/ حزيران 2000 تم الحديث عن رفعت الأسد، عمّ بشار، الذي كان صاحب النفوذ الأكبر في سوريا في السبعينيات، وكان على رأس "سرايا الدفاع"، كما كان يهيئ نفسه لخلافة شقيقه حسب رأي المراقبين. ولتفويت الفرصة على رفعت اجتمع البرلمان السوري لتعديل المادة رقم 83 من الدستور السوري التي تنص على أن سن رئيس الجمهورية ينبغي أن تكون 40 سنة فتم تعديلها، خلال أسرع تغيير دستور في العالم في اجتماع استمر ربع ساعة وفي تصويت جرى خلال ثلاث ثوان أصبحت المادة 83 من الدستور تنص على أن سن الرئيس يمكن أن تكون 34 سنة، ولذلك تمكن بشار الأسد دستوريا من تقلد منصب رئاسة البلاد، وبالتالي يتم سحب البساط من تحت أقدام رفعت الأسد. فانتخب بشار الأسد في 1 يوليو/ تموز 2000 رئيسا للجمهورية السورية. المصدر : وكالات