بالرغم من بعض العيوب الفنية في اللعبة التي أطلقت منذ وقت قريب Velvet Assassin إلا أنها استطاعت النجاح بجدارة في إنشاء جو من الإثارة والتشويق في أحد أشهر الأجواء الحربية على مر التاريخ، ألا وهو الحرب العالمية الثانية. وتعتمد اللعبة بشكل كبير على استغلال الظلام، وعوامل الإخفاء، والتسلل، لتسلط الضوء على العديد من الأحداث والمواقع الحربية للحرب العالمية الثانية. ويقوم اللاعب بتقمص شخصية عميلة سرية تقاتل خلف خطوط الأعداء، فيهرب في الخفاء، ويتحرك بين الظلال، حتى لا يلمحه جنود العدو، كما يسير في شوارع مظلمة لينفذ المهام المكلف بها دون أن يشعر أحد بوجوده. ولا تتميز لعبة Velvet Assassin باعتمادها على التشويق في تنفيذ المهام في سرية ودون أن يلاحظ أحد فقط، بل أيضا في أنها تقدم للاعب تجربة واقعية قيمة، تجعله يشعر كما لو كان يعيش فعلا في أجواء الحرب العالمية، فينفذ المهام المكلف بها بشغف وجدية. ويقابل اللاعب مواقف ومشاهد كثيرة تثير القشعريرة في بدنه، وتعطيه دوافع إضافية للاستمرار وتحقيق أهدافه وتنفيذ مهامه، فمثلا عندما يمر بإحدى القرى ليجد جيش العدو ينفذ عمليات إبادة جماعية لقرية بأكملها وبلا سبب يذكر، يشعر حينها بفظاعة الحرب وقسوة أعدائه. وهذا ما نجحت اللعبة في تحقيقه، حيث صورت الحرب بصورة قريبة من الدقة، وركزت في مشاهد عديدة على فظاعتها ووحشيتها، ومن يلعب سيجد نفسه داخل كل هذه الأحداث، يتعايش، بل ويتفاعل معها أيضا. يستخدم اللاعب شخصية فيوليت سمر، وهي سفاحة بريطانية تعمل لصالح جيش الحلفاء، وقد أرسلت لتنفذ عمليات سرية من أجل تعطيل وشل حركة الجيوش النازية. وتبدأ اللعبة بمشهد يرى اللاعب فيه البطلة ممددة على سرير في إحدى المستشفيات بعد أن قامت بمهمة انتهت بالفشل، وتوجد من حولها حقن مورفين منتشرة في كل مكان من حولها. ثم بعد ذلك يظهر أثر المخدر على جهازها العصبي فتنتابها سلسلة من الأحلام المتتالية، تعمل على إيراد مشاهد وقعت سلفا، فتسترجع البطلة، ومعها اللاعب، المهمات السابقة التي قامت بتنفيذها، والأحداث المتتالية التي انتهت بها على ذلك السرير في المستشفى. ولا يحصل اللاعب على القصة كاملة مرة واحدة، بل تتجمع الأحداث والذكريات من خلال الاستمرار في اللعب، وكلما استمر اللاعب في اللعبة أكثر كلما جمع خيوطا أكثر عن ماضي البطلة والأحداث المختلفة التي مرت بها في الماضي. وخلال المراحل ال 12 للعبة تقوم العميلة البريطانية بتنفيذ المهام المكلفة بها بمفردها ودون مساعدة من أحد أو حتى عن طريق استخدام أسلحة ومعدات ثقيلة، فهي تهاجم القوات، وتغتال القادة، وتدمر المواقع الحساسة،. وكل اعتمادها ينصب على قدراتها الاحترافية في التخفي، والحركة دون أن يراها أحد، أو يشعر بها جنود الأعداء، وهذا يعطي للاعبين إثارة عالية، وتشويقا، ويجعلهم يركزون على ألا يقترفوا أي خطأ يجعلهم ينكشفون. وتسير معظم مستويات اللعبة في طرق محددة يسير فيها اللاعب وتؤدي به إلي بعض الأسلحة أو الدروع الواقية، ولكن ما يميز اللعبة حقا أنها لا تعتمد على وسائل متكررة وخطط متشابهة بين المستويات لتنفيذ المهام التي يكلف بها اللاعبون، وسيلاحظ اللاعبون أنه لا توجد أي مواقف أو مهام متكررة خلال مراحل اللعبة جميعها. وبجانب الهجمات المنفذة في الخفاء، هناك طرق أخرى لقتل الأعداء، فيمكن مثلا تسريب بعض الغازات السامة من أحد البراميل لخنق الجنود، أو سحب مسمار القنبلة اليدوية من أحد الجنود دون أن يشعر، أو توصيل شحنة كهربية بأرض مبتلة لصعق الجنود الواقفين عليها. وتساعد هذه الطرق المختلفة في تنفيذ المهام على إشاعة جو من العمق للعبة حيث تتطلب من اللاعبين استخدام الذكاء والحنكة والتخطيط في تنفيذ العمليات، وليس مجرد استخدام الأسلحة التقليدية. وتعد أغرب الطرق غير التقليدية هي من خلال استخدام المورفين، حيث يستخدم اللاعب العقار ليدخل في حالة تشبه الحلم، ويفقد الإحساس ويصبح لا يقهر لفترة معينة يستطيع خلالها التغلب على جنود الأعداء بسهولة مطلقة. ولكن لا يحصل اللاعب على كمية كافية من المورفين، بل كميات محدودة تنفد منه بسرعة فيضطر للجوء إلي وسائل أخرى، كذلك لا تتفق هذه الوسيلة المبتكرة مع الجو الواقعي العام للعبة. ومن الأمور السلبية الأخرى والتي تتعارض مع الجو الواقعي للعبة، الحركة الآلية المبالغ فيها لجنود الأعداء، فهم يظهرون دائما وهم يسيرون في طرق معدة مسبقا ليسيروا فيها فيظهرون أكثر كما لو كانوا مبرمجين أكثر من أن يكونوا بشرا من لحم ودم، فلا يلتفتون للمؤثرات الخارجية التي لم يبرمجوا ليتأثروا بها، أو حتى يتفاعلوا مع الظلال التي تظهر على الحوائط، أو الصناديق التي تنفجر فجأة. وتنفذ كل مرحلة من خلال أسلوب نظامي يشبه حل الألغاز، يسير فيه اللاعب بصورة منهجية للوصول لأهدافه، ولا يعوقه شئ سوى أن يجد أحد الأعداء يقطع